فصل [في أحوال الأطفال إذا بلغوا من حيث اليتم والحجر]
الأطفال إذا بلغوا، ثلاثة: من له أب، ويتيم محجور عليه، ويتيم لا حجر [ ص: 5593 ] عليه. فأما من تقدم عليه حجر فهو بعد البلوغ على السفه حتى يختبر حسب ما في القرآن.
واختلف فيمن فقال في كتاب النكاح الأول من المدونة: له أب أو كان يتيما لم يحجر عليه، ، وقال إذا احتلم الغلام فله أن يذهب حيث شاء، وليس للوالد أن يمنعه، وحمله على الرشد ابن حبيب لأن الحجر لا يغير العقل بنقص وذلك فيمن حجر عليه وغيره سواء، وفرق في القول الآخر بينهما؛ لأن الغالب من بني آدم الحرص على الدنيا والإمساك وشدة الطلب والتقاطع لأجلها؛ فالسفيه قليل في جنب غيره، ويكون في البلد ألوف وهم على حسن النظر والسفيه فيهم العدد القليل فوجب حمل الناس على الغالب ، وألا يحملوا على حكم القليل النادر، واختلف في في الصغير تجب له الشفعة: إن أجل الشفعة سنة من يوم يبلغ، وهذا يتيم له مال حمله على الرشد بالبلوغ، وقيل: هما على السفه قياسا على المحجور عليه؛ وقال أيضا في كتاب الحبس في المدونة في قول الله سبحانه: الإناث، فقيل: لا يحكم لهن بالرشد مع وجود البكارة حتى يدخل بهن، وجعل الدخول فيهن كالبلوغ في الذكران، وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم [النساء: 6] قيل: فسوى بين الذكران [ ص: 5594 ] والإناث وأن يدفع إليها مالها إذا حاضت وأنس منها الرشد وإن لم تتزوج، واختلف في بلوغ النكاح: الاحتلام والحيض. وذكر البكر التي لا أب لها، فقيل: هي على السفه حتى يثبت رشدها، في كتاب النكاح الثاني أنها إن تزوجت بدون صداق مثلها أو وضعت عن الزوج بعد الطلاق صداقها أن ذلك جائز، وحمل أمرها على الجواز كالصبي، وقد يقال إن الاختلاف فيها هو كالاختلاف في السفيه الذي لا حجر عليه أنه في أفعاله في أحد القولين على الجواز حتى يحجر عليه. سحنون
واختلف المشهور من المذهب أن الثيب إذا لم يتقدم عليها حجر أنها في أفعالها على الجواز. بعد القول أنها على السفه هل تجوز أفعالها بالدخول أو حتى ترشد؟
واختلف فيمن لم يتقدم عليها حجر وعلم منها الرشد وأخر أمرها حتى يدخل بها هل ترشد بنفس الدخول أو حتى يختبر أمرها بعد الدخول فقال في المدونة في المدخول بها إذا دخل بها زوجها جاز فعلها إذا علم منها صلاح الحال، وقال مطرف في كتاب إذا علم منها صلاح الحال قبل الدخول جاز أمرها إذا دخل بها ، وذكر عن ابن حبيب: أنه استحب أن يتربص بها سنة بعد الدخول. مالك