ومهما أشار عليه المعلم بطريق في التعلم فليقلده وليدع رأيه فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه إذ التجربة تطلع على دقائق يستغرب سماعها مع أنه يعظم نفعها فكم من مريض محرور يعالجه الطبيب في بعض أوقاته بالحرارة ليزيد في قوته إلى حد يحتمل صدمة العلاج فيعجب منه من لا خبرة له به وقد نبه الله تعالى بقصة الخضر وموسى عليهما السلام حيث قال الخضر إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ثم شرط عليه السكوت والتسليم فقال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ثم لم يصبر ولم يزل في مراودته إلى أن كان ذلك سبب الفراق بينهما .
وبالجملة . كل متعلم استبقى لنفسه رأيا واختيارا دون اختيار المعلم فاحكم عليه بالإخفاق والخسران
فإن قلت فقد قال الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فالسؤال مأمور به .