قال الله عز وجل : وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق وقال قتادة لما أمر الله عز وجل إبراهيم صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا وعلى كل عبد مصطفى أن يؤذن في الناس بالحج نادى يا أيها الناس إن الله عز وجل بنى بيتا فحجوه ليشهدوا منافع لهم قيل التجارة في الموسم والأجر في الآخرة . وقال تعالى :
ولما سمع بعض السلف هذا قال : غفر لهم ورب الكعبة وقيل في : لأقعدن لهم صراطك المستقيم أي : طريق مكة يقعد الشيطان عليها ليمنع الناس منها وقال صلى الله عليه وسلم : من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقال أيضا صلى الله عليه وسلم ما رؤي الشيطان في يوم أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة وما ذلك إلا لما يرى من نزول الرحمة وتجاوز الله سبحانه عن الذنوب العظام إذ يقال : تفسير قوله عز وجل : وقد أسنده جعفر بن محمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها إلا الوقوف بعرفة
وذكر بعض المكاشفين من المقربين أن إبليس لعنة الله عليه ظهر له في صورة شخص بعرفة فإذا هو ناحل الجسم مصفر اللون باكي العين مقصوف الظهر فقال له : ما الذي أبكى عينك ؟ قال : خروج الحاج إليه بلا تجارة أقول قد قصدوه أخاف أن لا يخيبهم فيحزنني ذلك قال : فما الذي أنحل جسمك ؟ قال : صهيل الخيل في سبيل الله عز وجل ولو كانت في سبيلي كان أحب إلي قال : فما الذي غير لونك ؟ قال : تعاون الجماعة على الطاعة ولو تعاونوا على المعصية كان أحب إلي قال : فما الذي قصف ظهرك ؟ قال : قول العبد : أسألك حسن الخاتمة أقول : يا ويلتى متى يعجب هذا بعمله ؟ أخاف أن يكون قد فطن وقال صلى الله عليه وسلم من خرج من بيته حاجا أو معتمرا فمات أجري له أجر الحاج المعتمر إلى يوم القيامة وقال صلى الله عليه وسلم : ومن مات في أحد الحرمين لم يعرض ولم يحاسب وقيل : له ادخل الجنة وحجة مبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة وقال صلى الله عليه وسلم : حجة مبرورة خير من الدنيا وما فيها ، وفي حديث مسند من طريق أهل البيت عليهم السلام : أعظم الناس ذنبا من وقف بعرفة فظن أن الله تعالى لم يغفر له وروى ابن عباس رضي الله عنهما الحجاج والعمار وفد الله عز وجل ، وزواره إن سألوه أعطاهم ، وإن استغفروه غفر لهم وإن دعوا استجيب لهم وإن ، شفعوا شفعوا وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ينزل على هذا البيت في كل يوم مائة وعشرون رحمة ؛ ستون للطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين
استكثروا من الطواف بالبيت فإنه من أجل شيء تجدونه في صحفكم يوم القيامة وأغبط عمل تجدونه