الثامن : أن يرفق بالدابة فلا يحملها ما لا تطيق والمحمل خارج عن حد طاقتها والنوم عليها يؤذيها ، ويثقل عليها كان أهل الورع لا ينامون على الدواب إلا غفوة عن قعود وكانوا لا يقفون عليها الوقوف الطويل قال صلى الله عليه وسلم : لا تتخذوا ظهور دوابكم كراسي فهو سنة وفيه آثار عن السلف . ويستحب أن ينزل عن دابته غدوة وعشية يروحها بذلك
وكان بعض السلف يكتري بشرط أن لا ينزل ويوفي الأجرة ، ثم كان ينزل عنها ليكون بذلك محسنا إلى الدابة فيكون في حسناته ، ويوضع في ميزانه لا في ميزان المكاري .
وكل من آذى بهيمة وحملها ما لا تطيق طولب به يوم القيامة قال أبو الدرداء لبعير له عند الموت : يا أيها البعير لا تخاصمني إلى ربك فإني لم أكن أحملك فوق طاقتك .
وعلى الجملة في كل كبد حراء أجر فليراع حق الدابة وحق المكاري جميعا وفي نزوله ساعة ترويح الدابة ، وسرور قلب المكاري .
قال رجل احمل لي هذا الكتاب معك لتوصله ، فقال : حتى استأمر الجمال فإني قد اكتريت . لابن المبارك :
فانظر كيف تورع من استصحاب كتاب لا وزن له وهو ، طريق الحزم في الورع فإنه إذا فتح باب القليل انجر إلى الكثير يسيرا يسيرا .