مَا آنَ لِلسِّرْدَابِ أَنْ يَلِدَ الَّذِي حَمَّلْتُمُوهُ بِزَعْمِكُمْ مَا آنَا فَعَلَى عُقُولِكُمُ الصَّفَاءُ فَإِنَّكُمْ
ثَلَّثْتُمُ الْعَنْقَاءَ وَالْغِيلَانَا
وَفِي الْجَهْلِ قَبْلَ الْمَوْتِ مَوْتٌ لِأَهْلِهِ وَلَيْسَ لَهُمْ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ
وَأَرْوَاحُهُمْ فِي وَحْشَةٍ مِنْ قُبُورِهِمْ وَأَجْسَامُهُمْ قَبْلَ الْقُبُورِ قُبُورُ
قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ مَكَارِمُهُمْ وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَمْوَاتُ
وَمَا دَامَ ذِكْرُ الْعَبْدِ بِالْفَضْلِ بَاقِيًا فَذَلِكَ حَيٌّ وَهُوَ فِي التُّرَابِ هَالِكُ
ذِكْرُ الْفَتَى عَيْشُهُ الثَّانِي وَحَاجَتُهُ مَا فَاتَهُ وَفُضُولُ الْعَيْشِ إِشْغَالُ
وَكَانُوا بَنِي عَمِّي يَقُولُونَ مَرْحَبًا فَلَمَّا رَأَوْنِي مُعْسِرًا مَاتَ مَرْحَبَا
ما آن للسرداب أن يلد الذي حملتموه بزعمكم ما آنا فعلى عقولكم الصفاء فإنكم
ثلثتم العنقاء والغيلانا
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله وليس لهم حتى النشور نشور
وأرواحهم في وحشة من قبورهم وأجسامهم قبل القبور قبور
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات
وما دام ذكر العبد بالفضل باقيا فذلك حي وهو في التراب هالك
ذكر الفتى عيشه الثاني وحاجته ما فاته وفضول العيش إشغال
وكانوا بني عمي يقولون مرحبا فلما رأوني معسرا مات مرحبا