ومنها أن يكون شديد العناية بتقوية اليقين فإن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اليقين هو رأس مال الدين اليقين الإيمان كله فلا بد من تعلم علم اليقين أعني أوائله ثم ينفتح للقلب طريقه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : تعلموا اليقين ومعناه جالسوا الموقنين واستمعوا منهم علم اليقين وواظبوا على الاقتداء بهم ليقوى يقينكم ، كما قوي يقينهم وقليل من اليقين خير من كثير من العمل .
وقال صلى الله عليه وسلم لما قيل له : رجل حسن اليقين كثير الذنوب ، ورجل مجتهد في العبادة قليل اليقين ، فقال صلى الله عليه وسلم : ما من آدمي إلا وله ذنوب ولكن من كان غريزته العقل وسجيته اليقين لم تضره الذنوب ; لأنه كلما أذنب تاب واستغفر ، وندم فتكفر ذنوبه ، ويبقى له فضل يدخل به الجنة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : من أقل ما أوتيتم اليقين ، وعزيمة الصبر ، ومن أعطي حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل وصيام النهار وفي وصية لقمان لابنه : يا بني لا يستطاع العمل إلا باليقين ، ولا يعمل المرء إلا بقدر يقينه ، ولا يقصر عامل حتى ينقص يقينه وقال إن للتوحيد نورا وللشرك نارا ، وإن نور التوحيد أحرق لسيئات الموحدين من نار الشرك لحسنات المشركين وأراد به اليقين وقد أشار الله تعالى في القرآن إلى ذكر الموقنين في مواضع دل بها على أن اليقين هو الرابطة للخيرات والسعادات . يحيى بن معاذ