ومنها أن يكون اعتماده في علومه على بصيرته وإدراكه بصفاء قلبه لا على الصحف والكتب ولا على تقليد ما يسمعه من غيره وإنما المقلد صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه فيما أمر به وقاله وإنما يقلد الصحابة رضي الله عنهم من حيث إن فعلهم يدل على سماعهم من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
ثم فإن المقلد إنما يفعل الفعل ، لأن صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم فعله وفعله لا ، بد وأن يكون لسر فيه فينبغي أن يكون شديد البحث عن أسرار الأعمال ، والأقوال فإنه إن اكتفى بحفظ ما يقال كان وعاء للعلم ولا يكون عالما ولذلك كان يقال : فلان من أوعية العلم فلا يسمى عالما إذا كان شأنه الحفظ من غير اطلاع على الحكم والأسرار . إذا قلد صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم في تلقي أقواله ، وأفعاله بالقبول فينبغي أن يكون حريصا على فهم أسراره
ومن كشف عن قلبه الغطاء واستنار بنور الهداية صار في نفسه متبوعا مقلدا فلا ينبغي أن يقلد غيره ولذلك قال ما من أحد إلا يؤخذ من علمه ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان تعلم من ابن عباس رضي الله عنهما الفقه وقرأ على زيد بن ثابت ثم خالفهما في الفقه والقراءة جميعا . أبي بن كعب
وقال بعض السلف : ، وما جاءنا عن التابعين فهم رجال ونحن رجال
ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلناه على الرأس والعين ، وما جاءنا عن الصحابة رضي الله عنهم فنأخذ منه ونترك