ومثال الجاني على الدين بإبداع ما يخالف السنة بالنسبة إلى من يذنب ذنبا مثال من عصى الملك في قلب دولته بالنسبة إلى من خالف أمره في خدمة معينة وذلك قد يغفر له فأما في ، قلب الدولة فلا .
وقال بعض العلماء : ما تكلم فيه السلف فالسكوت عنه جفاء ،
nindex.php?page=treesubj&link=20381_20359وما سكت عنه السلف فالكلام فيه تكلف .
وقال غيره : الحق ثقيل من جاوزه ظلم ، ومن قصر عنه عجز ، ومن وقف معه اكتفى .
وقال صلى الله عليه وسلم : عليكم بالنمط الأوسط ، الذي يرجع إليه العالي ويرتفع إليه التالي وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما الضلالة لها حلاوة في قلوب أهلها ، قال الله تعالى: وذر الذين :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ، وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=8أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا nindex.php?page=treesubj&link=20381_20345_20344فكل ما أحدث بعد الصحابة رضي الله عنهم مما جاوز قدر الضرورة والحاجة فهو من اللعب واللهو .
وحكي عن إبليس لعنه الله أنه بث جنوده في وقت الصحابة رضي الله عنهم فرجعوا إليه محسورين فقال : ما شأنكم قالوا ؟ : ما رأينا مثل هؤلاء ما نصيب منهم شيئا وقد أتعبونا فقال إنكم لا تقدرون عليهم قد صحبوا نبيهم وشهدوا تنزيل ربهم ولكن سيأتي بعدهم قوم تنالون منهم حاجتكم .
فلما جاء التابعون بث جنوده فرجعوا إليه منكسين فقالوا ما رأينا أعجب من هؤلاء نصبب منهم الشيء بعد الشيء من الذنوب ، فإذا كان آخر النهار أخذوا في الاستغفار فيبدل الله سيئاتهم حسنات ، فقال : إنكم لن تنالوا من هؤلاء شيئا لصحة توحيدهم ، واتباعهم لسنة نبيهم ، ولكن سيأتي بعد هؤلاء قوم تقر أعينكم بهم ، تلعبون بهم لعبا ، وتقودونهم بأزمة أهوائهم كيف شئتم ، إن استغفروا لم يغفر لهم ، ولا يتوبون فيبدل الله ، سيئاتهم حسنات ، قال : فجاء قوم بعد القرن الأول فبث فيهم الأهواء وزين لهم البدع فاستحلوها واتخذوها دينا لا يستغفرون الله منها ، ولا يتوبون عنها فسلط عليهم الأعداء وقادوهم أين شاءوا .
وَمِثَالُ الْجَانِي عَلَى الدِّينِ بِإِبْدَاعِ مَا يُخَالِفُ السُّنَّةَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ يُذْنِبُ ذَنْبًا مِثَالُ مَنْ عَصَى الْمَلِكَ فِي قَلْبِ دَوْلَتِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ فِي خِدْمَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَذَلِكَ قَدْ يُغْفَرُ لَهُ فَأَمَّا فِي ، قَلْبُ الدَّوْلَةِ فَلَا .
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : مَا تَكَلَّمَ فِيهِ السَّلَفُ فَالسُّكُوتُ عَنْهُ جَفَاءٌ ،
nindex.php?page=treesubj&link=20381_20359وَمَا سَكَتَ عَنْهُ السَّلَفُ فَالْكَلَامُ فِيهِ تَكَلُّفٌ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : الْحَقُّ ثَقِيلٌ مَنْ جَاوَزَهُ ظَلَمَ ، وَمَنْ قَصَّرَ عَنْهُ عَجَزَ ، وَمَنْ وَقَفَ مَعَهُ اكْتَفَى .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَيْكُمْ بِالنَّمَطِ الْأَوْسَطِ ، الَّذِي يَرْجِعُ إِلَيْهِ الْعَالِي وَيَرْتَفِعُ إِلَيْهِ التَّالِي وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الضَّلَالَةَ لَهَا حَلَاوَةٌ فِي قُلُوبِ أَهْلِهَا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَذَرِ الَّذِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا ، وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=8أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا nindex.php?page=treesubj&link=20381_20345_20344فَكُلُّ مَا أَحْدَثَ بَعْدَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِمَّا جَاوَزَ قَدْرَ الضَّرُورَةِ وَالْحَاجَةِ فَهُوَ مِنَ اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ .
وَحُكِيَ عَنْ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ أَنَّهُ بَثَّ جُنُودَهُ فِي وَقْتِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَرَجَعُوا إِلَيْهِ مَحْسُورِينَ فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ قَالُوا ؟ : مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَؤُلَاءِ مَا نُصِيبُ مِنْهُمْ شَيْئًا وَقَدْ أَتْعَبُونَا فَقَالَ إِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَيْهِمْ قَدْ صَحِبُوا نَبِيَّهُمْ وَشَهِدُوا تَنْزِيلَ رَبِّهِمْ وَلَكِنْ سَيَأْتِي بَعْدَهُمْ قَوْمٌ تَنَالُونَ مِنْهُمْ حَاجَتَكُمْ .
فَلَمَّا جَاءَ التَّابِعُونَ بَثَّ جُنُودَهُ فَرَجَعُوا إِلَيْهِ مُنَكَّسِينَ فَقَالُوا مَا رَأَيْنَا أَعْجَبَ مِنْ هَؤُلَاءِ نَصْبُبُ مِنْهُمُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ مِنَ الذُّنُوبِ ، فَإِذَا كَانَ آخِرِ النَّهَارِ أَخَذُوا فِي الِاسْتِغْفَارِ فَيُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا لِصِحَّةِ تَوْحِيدِهِمْ ، وَاتِّبَاعِهِمْ لِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ ، وَلَكِنْ سَيَأْتِي بَعْدَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ تَقَرُّ أَعْيُنُكُمْ بِهِمْ ، تَلْعَبُونَ بِهِمْ لَعِبًا ، وَتَقُودُونَهُمْ بِأَزِمَّةِ أَهْوَائِهِمْ كَيْفَ شِئْتُمْ ، إِنِ اسْتَغْفَرُوا لَمْ يُغْفَرْ لَهُمْ ، وَلَا يَتُوبُونَ فَيُبَدِّلُ اللَّهُ ، سَيِّئَاتُهُمْ حَسَنَاتٍ ، قَالَ : فَجَاءَ قَوْمٌ بَعْدَ الْقَرْنِ الْأُوَلِ فَبَثَّ فِيهِمُ الْأَهْوَاءَ وَزَيَّنَ لَهُمْ الْبِدَعَ فَاسْتَحَلُّوهَا وَاتَّخَذُوهَا دِينًا لَا يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ مِنْهَا ، وَلَا يَتُوبُونَ عَنْهَا فَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْأَعْدَاءُ وَقَادُوهُمْ أَيْنَ شَاءُوا .