الرابع : أن لا يحوج رفيقه إلى أن يقول له : كل .
قال بعض الأدباء : . أحسن الآكلين أكلا من لا يحوج صاحبه إلى أن يتفقده في الأكل ، وحمل عن أخيه مؤنة القول
ولا ينبغي أن يدع شيئا مما يشتهيه لأجل نظر الغير إليه ، فإن ذلك تصنع بل يجري على المعتاد ولا ينقص من عادته شيئا في الوحدة ولكن يعود نفسه حسن الأدب في الوحدة حتى لا يحتاج إلى التصنع عند الاجتماع .
نعم ، لو قلل من أكله إيثارا لإخوانه ونظرا لهم عند الحاجة إلى ذلك فهو حسن وإن زاد في الأكل على نية المساعدة وتحريك نشاط القوم في الأكل فلا بأس به بل هو حسن وكان ابن المبارك يقدم فاخر الرطب إلى إخوانه ويقول : من أكل أكثر أعطيته بكل نواة درهما .
وكان يعد النوى ويعطي كل من له فضل نوى بعدده دراهم وذلك لدفع الحياء وزيادة النشاط في الانبساط، وقال جعفر بن محمد رضي الله عنهما .
: أحب إخواني إلي أكثرهم أكلا وأعظمهم لقمة وأثقلهم علي من يحوجني إلى تعهده في الأكل .
وكل هذا إشارة إلى الجري على المعتاد وترك التصنع .
وقال جعفر رحمه الله أيضا تتبين جودة : محبة الرجل لأخيه بجودة أكله في منزله .