الباب الرابع .
في
ومظان الآداب فيها ستة : الدعوة أولا ، ثم الإجابة ، ثم الحضور ، ثم تقديم الطعام ، ثم الأكل ، ثم الانصراف . آداب الضيافة .
ولنقدم على شرحها إن شاء الله تعالى فضيلة الضيافة :
قال صلى الله عليه وسلم لا تكلفوا : للضيف فتبغضوه فإنه من أبغض الضيف ، فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله أبغضه الله .
وقال صلى الله عليه وسلم : لا خير فيمن لا يضيف .
ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل له إبل وبقر كثيرة فلم يضيفه ومر بامرأة لها شويهات فذبحت له .
فقال صلى الله عليه وسلم : انظروا إليهما إنما هذه الأخلاق بيد الله ، فمن شاء أن يمنحه خلقا حسنا فعل .
وقال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نزل به صلى الله عليه وسلم ضيف ، فقال : قل لفلان اليهودي نزل بي ضيف ، فأسلفني شيئا من الدقيق إلى رجب ، فقال اليهودي : والله ما أسلفه إلا برهن ، فأخبرته فقال : والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو ، أسلفني لأديته فاذهب بدرعي وارهنه عنده .
وكان إبراهيم الخليل صلوات الله عليه وسلامه إذا أراد أن يأكل خرج ميلا أو ميلين يلتمس من يتغدى معه وكان يكنى أبا الضيفان ولصدق نيته فيه دامت ضيافته في مشهده إلى يومنا هذا ، فلا تنقضي ليلة إلا ويأكل عنده جماعة من بين ثلاثة إلى عشرة إلى مائة .
وقال : قوام الموضع إنه لم يخل إلى الآن ليلة عن ضيف وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الإيمان ؟ فقال : إطعام الطعام وبذل السلام .
وقال صلى الله عليه وسلم في الكفارات والدرجات : إطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام .
" وقال وسئل عن الحج المبرور فقال : " إطعام الطعام وطيب الكلام . رضي الله عنه : كل بيت لا يدخله ضيف لا تدخله الملائكة . أنس