الرابع : وحسن الخلق والموافقة باتباع هواها إلى حد يفسد خلقها ويسقط بالكلية هيبته عندها ، بل يراعي الاعتدال فيه فلا يدع الهيبة والانقباض مهما رأى منكرا ولا يفتح باب المساعدة على المنكرات البتة بل مهما رأى ما يخالف الشرع والمروءة تنمر وامتعض . أن لا يتبسط في الدعابة
قال الحسن والله ما أصبح رجل يطيع امرأته فيما تهوى إلا كبه الله في النار .
وقال رضي الله عنه : خالفوا النساء ، فإن في خلافهن البركة . عمر
وقد قيل : شاوروهن وخالفوهن .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الزوجة .
وإنما قال ذلك ; لأنه إذا أطاعها في هواها فهو عبدها .
وقد تعس فإن الله ملكه المرأة فملكها نفسه فقد عكس الأمر ، وقلب القضية وأطاع الشيطان لما قال : ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ، إذ حق الرجل : أن يكون متبوعا لا تابعا وقد ، سمى الله الرجال قوامين على النساء وسمى الزوج سيدا فقال تعالى وألفيا سيدها لدا الباب فإذا انقلب السيد مسخرا فقد بدل نعمة الله كفرا ونفس المرأة على مثال نفسك إن أرسلت عنانها قليلا جمحت بك طويلا ، وإن أرخيت عذارها فترا جذبتك ذراعا ، وإن كبحتها وشددت يدك عليها في محل الشدة ملكتها .
قال رضي الله عنه ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك ، وإن أهنتهم أكرموك : المرأة ، والخادم ، والنبطي أراد به إن محضت الإكرام ولم تمزج غلظك بلينك ، وفظاظتك برفقك . الشافعي
وكانت نساء العرب يعلمن بناتهن اختبار الأزواج وكانت المرأة تقول لابنتها اختبري زوجك قبل الإقدام والجراءة عليه ، انزعي زج رمحه فإن سكت فقطعي اللحم على ترسه ، فإن سكت فكسري العظام بسيفه ، فإن سكت فاجعلي الإكاف على ظهره ، وامتطيه فإنما هو حمارك .
وعلى الجملة : جاوز حده انعكس على ضده فينبغي أن تسلك سبيل الاقتصاد في المخالفة والموافقة وتتبع الحق في جميع ذلك لتسلم ; من شرهن فإن كيدهن عظيم وشرهن فاش والغالب عليهن سوء الخلق وركاكة العقل ولا يعتدل ذلك منهن إلا بنوع لطف ممزوج بسياسة . فبالعدل قامت السماوات والأرض فكل ما
وقال صلى الله عليه وسلم : مثل المرأة الصالحة في النساء ، كمثل الغراب الأعصم بين مائة غراب .
والأعصم ، يعني : الأبيض البطن .
وفي وصية لقمان لابنه : يا بني اتق المرأة السوء ، فإنها تشيبك قبل الشيب ، واتق شرار النساء فإنهن لا يدعون إلى خير وكن من خيارهن على حذر .
وقال صلى الله عليه وسلم : استعيذوا من الفواقر الثلاث .
وعد منهن : المرأة السوء ، فإنها المشيبة قبل الشيب .
وفي لفظ آخر إن دخلت عليها سبتك وإن غبت عنها خانتك وقد قال صلى الله عليه وسلم في خيرات النساء إنكن صواحبات يوسف .
يعني إن : صرفكن عن التقدم في الصلاة ميل منكن عن الحق إلى الهوى . أبا بكر
قال الله تعالى حين أفشين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، أي : مالت وقال ذلك في خير أزواجه .
وقال عليه السلام : وزجر لا يفلح قوم تملكهم امرأة - رضي الله عنه - امرأته لما راجعته وقال : ما أنت أنت لعبة في جانب البيت ، إن كانت لنا إليك حاجة ، وإلا جلست كما أنت فإذا فيهن شر وفيهن ضعف فالسياسة والخشونة علاج الشر ، والمطايبة والرحمة علاج الضعف ، والطبيب الحاذق هو الذي يقدر العلاج بقدر الداء فلينظر الرجل أولا إلى أخلاقها بالتجربة ثم ليعاملها بما يصلحها كما يقتضيه حالها . عمر