الثالث : في استيفاء الثمن وسائر الديون والإحسان فيه  ، مرة بالمسامحة وحط البعض ومرة بالإمهال والتأخير ومرة بالمساهلة في طلب جودة النقد ، وكل ذلك مندوب إليه ومحثوث عليه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : رحم الله امرءا سهل البيع سهل الشراء سهل الاقتضاء فليغتنم دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم . 
وقال صلى الله عليه وسلم : اسمح يسمح لك . 
وقال صلى الله عليه وسلم : من أنظر معسرا أو ترك له حاسبه الله حسابا يسيرا وفي لفظ آخر : أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله . 
وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا كان مسرفا على نفسه حوسب فلم يوجد له حسنة ، فقيل له هل عملت خيرا قط ؟ فقال : لا ، إلا أني كنت رجلا أداين الناس فأقول لفتياني سامحوا الموسر وانظروا المعسر . 
وفي لفظ آخر وتجاوزوا عن المعسر فقال الله تعالى : نحن أحق بذلك منه ، فتجاوز الله عنه ، وغفر له وقال صلى الله عليه وسلم : من أقرض دينارا إلى أجل فله بكل يوم صدقة إلى أجله ، فإذا حل الأجل فأنظره بعده فله بكل يوم مثل ذلك الدين صدقة . 
وقد كان من السلف من لا يحب أن يقضي غريمه الدين ; لأجل هذا الخبر ، حتى يكون كالمتصدق بجميعه في كل يوم . 
وقال صلى الله عليه وسلم : رأيت على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمان عشرة . 
فقيل في معناه : إن الصدقة تقع في يد المحتاج وغير المحتاج ، ولا يحتمل ذل الاستقراض إلا محتاج . 
ونظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يلازم رجلا بدين ، فأومأ إلى صاحب الدين بيده : أن ضع الشطر ، ففعل فقال للمديون : قم فأعطه . 
وكل من باع شيئا وترك ثمنه في الحال ، ولم يرهق إلى طلبه ، فهو في معنى المقرض . 
وروي أن الحسن البصري باع بغلة له بأربعمائة درهم ، فلما استوجب المال قال له المشتري: اسمح : يا أبا سعيد . 
 قال : قد أسقطت عنك مائة قال له: فأحسن يا أبا سعيد، فقال: قد وهبت لك مائة أخرى فقبض من حقه مائتي درهم . 
فقيل له يا أبا سعيد هذا ، نصف الثمن ، فقال : هكذا يكون الإحسان وإلا فلا . 
وفي الخبر : خذ حقك في كفاف وعفاف واف أو غير واف يحاسبك الله حسابا يسيرا . 
     	
		
				
						
						
