أما الدرجة الثالثة وهي ورع المتقين ، فيشهد لها قوله صلى الله عليه وسلم : لا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به مخافة ما به بأس وقال عمر رضي الله عنه كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة أن نقع في الحرام .
وقيل إن هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما .
وقال إن من أبو الدرداء أن يتقي العبد في مثال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما حتى يكون ، حجابا بينه وبين النار ولهذا كان لبعضهم مائة درهم على إنسان فحملها إليه ، فأخذ تسعة وتسعين وتورع عن استيفاء الكل خيفة الزيادة . تمام التقوى
وكان بعضهم يتحرز فكل ما يستوفيه يأخذه بنقصان حبة وما يعطيه يوفيه بزيادة حبة ليكون ذلك حاجزا من النار .