وبالجملة فينبغي أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك أو أهم من حاجتك وأن تكون متفقدا لأوقات الحاجة غير غافل عن أحواله كما لا تغفل عن أحوال نفسك وتغنيه عن السؤال
nindex.php?page=treesubj&link=18570وإظهار الحاجة إلى الاستعانة بل تقوم بحاجته كأنك لا تدري أنك قمت بها ولا ترى لنفسك حقا بسبب قيامك بها بل تتقلد منه بقبوله سعيك في حقه وقيامك بأمره .
ولا ينبغي أن تقتصر على قضاء الحاجة بل تجتهد في البداية بالإكرام في الزيادة والإيثار والتقديم على الأقارب والولد .
كان
الحسن يقول إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة .
وقال
الحسن من شيع أخاه في الله بعث الله ملائكة من تحت عرشه يوم القيامة يشيعونه إلى الجنة .
وفي الأثر : ما زار رجل أخا في الله شوقا إلى لقائه إلا ناداه ملك من خلفه : طبت وطابت لك الجنة .
وقال عطاء تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث فإن كانوا مرضى فعودوهم أو مشاغيل فأعينوهم أو كانوا نسوا فذكروهم .
وروي أن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يلتفت يمينا وشمالا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فقال أحببت رجلا فأنا أطلبه ولا أراه فقال إذا أحببت أحدا فسله عن اسمه واسم أبيه وعن منزله ، فإن كان مريضا عدته وإن كان مشغولا أعنته .
وفي رواية وعن اسم جده وعشيرته .
وقال الشعبي في الرجل يجالس الرجل فيقول : أعرف وجهه ولا أعرف اسمه ، تلك معرفة النوكى .
وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس من أحب الناس إليك ؟ قال : جليسي وقال : ما اختلف رجل إلى مجلسي ثلاثا من غير حاجة له إلي فعلمت ما مكافأته من الدنيا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص لجليسي علي ثلاث : إذا دنا رحبت به ، وإذا حدث أقبلت عليه ، وإذا جلس أوسعت له .
وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رحماء بينهم إشارة إلى الشفقة والإكرام .
ومن تمام الشفقة أن لا ينفرد بطعام لذيذ أو بحضور في مسرة دونه بل يتنغض لفراقه ويستوحش بانفراده عن أخيه .
وَبِالْجُمْلَةِ فَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ حَاجَةُ أَخِيكَ مِثْلَ حَاجَتِكَ أَوْ أَهَمَّ مِنْ حَاجَتِكَ وَأَنْ تَكُونَ مُتَفَقِّدًا لِأَوْقَاتِ الْحَاجَةِ غَيْرَ غَافِلٍ عَنْ أَحْوَالِهِ كَمَا لَا تَغْفُلُ عَنْ أَحْوَالِ نَفْسِكَ وَتُغْنِيهِ عَنِ السُّؤَالِ
nindex.php?page=treesubj&link=18570وَإِظْهَارُ الْحَاجَةِ إِلَى الِاسْتِعَانَةِ بَلْ تَقُومُ بِحَاجَتِهِ كَأَنَّكَ لَا تَدْرِي أَنَّكَ قُمْتَ بِهَا وَلَا تَرَى لِنَفْسِكَ حَقًّا بِسَبَبِ قِيَامِكَ بِهَا بَلْ تَتَقَلَّدُ مِنْهُ بِقَبُولِهِ سَعْيَكَ فِي حَقِّهِ وَقِيَامِكَ بِأَمْرِهِ .
وَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى قَضَاءِ الْحَاجَةِ بَلْ تَجْتَهِدُ فِي الْبِدَايَةِ بِالْإِكْرَامِ فِي الزِّيَادَةِ وَالْإِيثَارِ وَالتَّقْدِيمِ عَلَى الْأَقَارِبِ وَالْوَلَدِ .
كَانَ
الْحَسَنُ يَقُولُ إِخْوَانُنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَهْلِنَا وَأَوْلَادِنَا لِأَنَّ أَهْلَنَا يُذَكِّرُونَنَا بِالدُّنْيَا وَإِخْوَانُنَا يُذَكِّرُونَنَا بِالْآخِرَةِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ مَنْ شَيَّعَ أَخَاهُ فِي اللَّهِ بَعَثَ اللَّهُ مَلَائِكَةً مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُشَيِّعُونَهُ إِلَى الْجَنَّةِ .
وَفِي الْأَثَرِ : مَا زَارَ رَجُلٌ أَخًا فِي اللَّهِ شَوْقًا إِلَى لِقَائِهِ إِلَّا نَادَاهُ مَلَكٌ مِنْ خَلْفِهِ : طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ .
وَقَالَ عَطَاءٌ تَفَقَّدُوا إِخْوَانَكُمْ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَإِنْ كَانُوا مَرْضَى فَعُودُوهُمْ أَوْ مَشَاغِيلَ فَأَعِينُوهُمْ أَوْ كَانُوا نَسُوا فَذَكِّرُوهُمْ .
وَرُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا بَيْنَ يَدَيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَحْبَبْتُ رَجُلًا فَأَنَا أَطْلُبُهُ وَلَا أَرَاهُ فَقَالَ إِذَا أَحْبَبْتَ أَحَدًا فَسَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَعَنْ مَنْزِلِهِ ، فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عُدْتَهُ وَإِنْ كَانَ مَشْغُولًا أَعَنْتَهُ .
وَفِي رِوَايَةٍ وَعَنِ اسْمِ جَدِّهِ وَعَشِيرَتِهِ .
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ فِي الرَّجُلِ يُجَالِسُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ : أَعْرِفُ وَجْهَهُ وَلَا أَعْرِفُ اسْمَهُ ، تِلْكَ مَعْرِفَةُ النَّوْكَى .
وَقِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=11لِابْنِ عَبَّاسٍ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : جَلِيسِي وَقَالَ : مَا اخْتَلَفَ رَجُلٌ إِلَى مَجْلِسِي ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ لَهُ إِلَيَّ فَعَلِمْتُ مَا مُكَافَأَتُهُ مِنَ الدُّنْيَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=74سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ لِجَلِيسِي عَلَيَّ ثَلَاثٌ : إِذَا دَنَا رَحَّبْتُ بِهِ ، وَإِذَا حَدَّثَ أَقْبَلْتُ عَلَيْهِ ، وَإِذَا جَلَسَ أَوْسَعْتُ لَهُ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ إِشَارَةً إِلَى الشَّفَقَةِ وَالْإِكْرَامِ .
وَمِنْ تَمَامِ الشَّفَقَةِ أَنْ لَا يَنْفَرِدَ بِطَعَامٍ لَذِيذٍ أَوْ بِحُضُورٍ فِي مَسَرَّةٍ دُونَهُ بَلْ يَتَنَغَّضُ لِفِرَاقِهِ وَيَسْتَوْحِشُ بِانْفِرَادِهِ عَنْ أَخِيهِ .