. وأخوة الدين أوكد من أخوة القرابة
ولذلك قيل لحكيم أيما أحب إليك أخوك أو صديقك فقال : إنما أحب أخي إذا كان صديقا لي .
وكان الحسن يقول : كم من أخ لم تلده أمك ولذلك قيل : القرابة تحتاج إلى مودة ، والمودة لا تحتاج إلى قرابة وقال رضي الله عنه مودة يوم صلة ، ومودة شهر قرابة ، ومودة سنة رحم مائية من قطعها قطعه الله . جعفر الصادق
فإذن الوفاء بعقد الأخوة إذا سبق انعقادها واجب .
وهذا جوابنا عن ابتداء المؤاخاة مع الفاسق فإنه لم يتقدم له حق فإن تقدمت له قرابة فلا جرم لا ينبغي أن يقاطع بل يجامل .
والدليل عليه أن ترك المؤاخاة والصحبة ابتداء ليس مذموما ولا مكروها بل قال قائلون : الانفراد أولى فأما قطع الأخوة عن دوامها فمنهي عنه ومذموم في نفسه ونسبته إلى تركها ابتداء كنسبة الطلاق إلى ترك النكاح والطلاق أبغض إلى الله تعالى من ترك النكاح قال صلى الله عليه وسلم : . " شرار عباد الله المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة