ومنها أن يكون مع كافة الخلق مستبشرا طلق الوجه رفيقا .
قال صلى الله عليه وسلم : أتدرون على من حرمت النار ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : على اللين الهين السهل القريب .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب السهل الطلق الوجه .
وقال بعضهم : يا رسول الله ، دلني على عمل يدخلني الجنة ، فقال : إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام .
وقال عبد الله بن عمر إن البر شيء هين وجه طليق وكلام لين وقال صلى الله عليه وسلم : اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة .
وقال صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقال أعرابي لمن هي يا رسول الله قال : لمن ؟ : أطاب الكلام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام .
وقال معاذ بن جبل قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث ووفاء العهد وأداء الأمانة وترك الخيانة وحفظ الجار ورحمة اليتيم ولين الكلام وبذل السلام وخفض الجناح .
وقال أنس رضي الله عنه عرضت لنبي الله صلى الله عليه وسلم امرأة وقالت : لي معك حاجة ، وكان معه ناس من أصحابه فقال اجلسي في أي نواحي السكك شئت أجلس إليك ، ففعلت فجلس إليها حتى قضت حاجتها .
وقال : وهب بن منبه أن رجلا من بني إسرائيل صام سبعين سنة يفطر في كل سبعة أيام فسأل الله تعالى انه يريه كيف يغوي الشيطان الناس فلما طال عليه ذلك ولم يجب قال : لو اطلعت على خطيئتي وذنبي .
بيني وبين ربي لكان خيرا لي من هذا الأمر الذي طلبته فأرسل الله إليه ملكا ، فقال له : إن الله أرسلني إليك وهو يقول لك : إن كلامك هذا الذي تكلمت به أحب إلي مما مضى من عبادتك ، وقد فتح الله بصرك فانظر ، فنظر فإذا جنود إبليس قد أحاطت بالأرض وإذا ليس أحد من الناس إلا والشياطين حوله كالذئاب فقال : أي رب من ينجو من هذا قال ؟ : الورع اللين .


