فإذا ولكونه مشاكلا للطبع اقتدر البشر على نظم الشعر وأما القلوب وإن كانت محترقة في حب الله تعالى ، فإن البيت الغريب يهيج منها ما لا تهيج تلاوة القرآن ، وذلك لوزن الشعر ومشاكلته للطباع وهو لذلك معجز لا يدخل في قوة البشر لعدم مشاكلته لطبعه. . القرآن فنظمه خارج عن أساليب الكلام ومنهاجه
وروي أن إسرافيل أستاذ دخل عليه رجل فرآه وهو ينكت في الأرض بإصبعه ويترنم ببيت فقال هل تحسن أن تترنم بشيء فقال لا ? قال : فأنت بلا قلب إشارة إلى أن من له قلب وعرف طباعه علم أنه تحركه الأبيات والنغمات تحريكا لا يصادف في غيرها فيتكلف طريق التحريك إما بصوت نفسه أو بغيره وقد ذكرنا حكم المقام الأول في فهم المسموع وتنزيله وحكم المقام الثاني في الوجد الذي يصادف في القلب . ذي النون المصري