وقال رحمه الله تعالى الجنيد
وفضل العلم أتم من فضل الوجد . لا يضر نقصان الوجد مع فضل العلم .
فإن قلت : فمثل هذا لم يحضر السماع فاعلم أن من هؤلاء من ترك السماع في كبره وكان لا يحضر إلا نادرا لمساعدة أخ من الإخوان وإدخالا للسرور على قلبه وربما حضر ليعرف القوم كمال قوته فيعلمون أنه ليس الكمال بالوجد الظاهر فيتعلمون منه ضبط الظاهر عن التكلف وإن لم يقدروا على الاقتداء به في صيرورته طبعا لهم .
وإن اتفق حضورهم مع غير أبناء جنسهم فيكونون معهم بأبدانهم نائين عنهم بقلوبهم وبواطنهم .
كما يجلسون من غير سماع مع غير جنسهم بأسباب عارضة تقتضي الجلوس معهم .
وبعضهم نقل عنه ترك السماع ويظن أنه كان سبب تركه استغناءه عن السماع بما ذكرناه .
وبعضهم كان من الزهاد ولم يكن له حظ روحاني في السماع ولا كان من أهل اللهو فتركه لئلا يكون مشغولا بما لا يعنيه .
وبعضهم تركه لفقد الإخوان .
قيل لبعضهم لم لا تسمع فقال : ممن ? ومع من .
؟ .