مسألة .
فإن قلت : هذه الآيات والأخبار يتطرق إليها تأويلات فبين لنا كيفية اختلاف الظاهر والباطن ؛ فإن الباطن إن كان مناقضا للظاهر ففيه إبطال الشرع ، وهو قول من قال : إن الحقيقة خلاف الشريعة ، وهو كفر لأن وإن كان لا يناقضه ولا يخالفه فهو هو فيزول به الانقسام ولا يكون للشرع سر لا يفشى بل يكون الخفي والجلي واحدا فاعلم أن هذا السؤال يحرك خطبا عظيما وينجر إلى علوم المكاشفة ويخرج عن مقصود علم المعاملة وهو غرض هذه الكتب ؛ فإن العقائد التي ذكرناها من أعمال القلوب وقد ، تعبدنا بتلقينها بالقبول والتصديق بعقد القلب عليها لا بأن يتوصل إلى أن ينكشف لنا حقائقها فإن ذلك لم يكلف به كافة الخلق ولولا أنه من الأعمال لما أوردناه في هذا الكتاب ، ولولا أنه عمل ظاهر القلب لا عمل باطنه لما أوردناه في الشطر الأول من الكتاب ، وإنما الكشف الحقيقي هو صفة سر القلب وباطنه . الشريعة عبارة عن الظاهر والحقيقة عبارة عن الباطن