وقال صلى الله عليه وسلم : من تطعم بما لا يطعم أو قال ، لي : وليس له أو أعطيت ، ولم يعط فهو ، كلابس ثوبي زور يوم القيامة .
ويدخل في هذا فنرى العالم لما لا يتحققه وروايته الحديث الذي لا يتثبته إذ غرضه أن يظهر فضل نفسه فهو لذلك يستنكف من أن يقال : لا أدري ، وهذا حرم ومما يلتحق بالنساء الصبيان ، فإن الصبي إذا كان لا يرغب في المكتب إلا بوعد أو وعيد أو تخويف كاذب ، كان ذلك مباحا نعم ، روينا في الأخبار أن ذلك يكتب كذبا ولكن أيضا قد يكتب ويحاسب عليه ، ويطالب بتصحيح قصده فيه ، ثم يعفى عنه لأنه إنما أبيح بقصد الإصلاح ، ويتطرق إليه غرور كبير ؛ فإنه قد يكون الباعث له حظه وغرضه الذي هو مستغن عنه ، وإنما يتعلل ظاهرا بالإصلاح ، فلهذا يكتب وكل من أتى بكذبة فقد وقع في خطر الاجتهاد ليعلم أن المقصود الذي كذب لأجله هل هو أهم في الشرع من الصدق أم لا ، وذلك غامض جدا والحزم ، تركه إلا أن يصير واجبا بحيث لا يجوز تركه كما لو أدى إلى سفك دم أو ارتكاب معصية ، كيف كان . الكذب المباح
وقد ظن ظانون أنه يجوز وضع الأحاديث في فضائل الأعمال وفي التشديد في المعاصي وزعموا أن القصد منه صحيح ، وهو خطأ محض إذ قال صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وهذا لا يرتكب إلا لضرورة ، ولا ضرورة ; إذ في الصدق مندوحة عن الكذب ، ففيما ورد من الآيات والأخبار كفاية عن غيرها وقول القائل إن ذلك قد تكرر على الأسماع وسقط وقعه وما هو جديد فوقعه أعظم ، فهذا هوس إذ ليس هذا من الأغراض التي تقاوم محذور ، وعلى الله تعالى ويؤدي فتح بابه إلى أمور تشوش الشريعة فلا يقاوم خير هذا شره أصلا والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر التي لا يقاومها شيء نسأل الله العفو عنا وعن جميع المسلمين . الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
.