الآثار قال إبراهيم التيمي إن الرجل ليظلمني فأرحمه وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=20034إحسان وراء العفو ; لأنه يشتغل قلبه بتعرضه لمعصية الله تعالى بالظلم ، وأنه يطالب يوم القيامة ، فلا يكون له جواب وقال بعضهم : إذا أراد الله أن يتحف عبدا قيض له من يظلمه ودخل رجل على
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز رحمه الله فجعل يشكو إليه رجلا ظلمه ، ويقع فيه فقال له عمر : إنك أن تلقى الله ومظلمتك كما هي خير لك من أن تلقاه وقد اقتصصتها وقال
يزيد بن ميسرة إن ظللت تدعو على من ظلمك ، فإن الله تعالى يقول : إن آخر يدعو عليك بأنك ظلمته ، فإن شئت استجبنا لك وأجبنا عليك ، وإن شئت أخرتكما إلى يوم القيامة فيسعكما ، عفوي وقال
مسلم بن يسار لرجل دعا على ظالمه : كل الظالم إلى ظلمه ، فإنه أسرع إليه من دعائك عليه إلا أن يتداركه بعمل وقمن أن لا يفعل وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر أنه قال :
بلغنا أن nindex.php?page=treesubj&link=20034الله تعالى يأمر مناديا يوم القيامة ، فينادي : من كان له عند الله شيء فليقم ، فيقوم أهل العفو ، فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس وعن هشام بن محمد قال أتي
النعمان بن المنذر برجلين قد أذنب أحدهما ذنبا عظيما ، فعفا عنه ، والآخر أذنب ذنبا خفيفا ، فعاقبه ، وقال :
تعفو الملوك عن العظيم من الذنوب بفضلها ولقد تعاقب في اليسير
وليس ذاك لجهلها إلا ليعرف حلمها
ويخاف شدة دخلها
وعن
مبارك بن فضالة قال وفد سوار : بن عبد الله في وفد من
أهل البصرة إلى أبي جعفر قال فكنت عنده إذ أتي ; برجل فأمر بقتله ، فقلت : يقتل رجل من المسلمين وأنا حاضر ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسن قال : وما هو قلت : سمعته يقول : إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، فيقوم مناد فينادي : من له عند الله يد فليقم ، فلا يقوم إلا من عفا فقال : والله لقد سمعته من الحسن ? فقلت : والله لسمعته منه ، فقال خلينا : عنه وقال
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية عليكم بالحلم ، والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة ، فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح ، والإفضال .
وروي أن راهبا دخل على
هشام بن عبد الملك فقال للراهب : أرأيت
ذا القرنين أكان نبيا ? فقال : لا ولكنه إنما أعطي ما أعطي بأربع خصال كن فيه ; كان إذا قدر عفا وإذا وعد وفى وإذا حدث صدق ولا يجمع شغل اليوم لغد وقال بعضهم : ليس الحليم من ظلم فحلم حتى إذا قدر انتقم ولكن الحليم من ظلم فحلم حتى إذا ، قدر عفا وقال
زياد القدرة تذهب الحفيظة ; يعني الحقد ، والغضب وأتي هشام برجل بلغه عنه أمر فلما أقيم بين يديه جعل يتكلم بحجته فقال له هشام : وتتكلم أيضا فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ، قال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=111يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها أفنجادل الله تعالى ، ولا نتكلم بين يديك كلاما قال ؟ هشام : بلى ، ويحك ، تكلم وروي أن سارقا دخل خباء
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر بصفين فقيل له : اقطعه فإنه من أعدائنا فقال : بل أستر عليه ; لعل الله يستر علي يوم القيامة وجلس
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في السوق يبتاع طعاما فابتاع ، ثم طلب الدراهم ، وكانت في عمامته فوجدها قد حلت فقال لقد : جلست وإنها لمعي ، فجعلوا يدعون على من أخذها ، ويقولون : اللهم اقطع يد السارق الذي أخذها ، اللهم افعل به كذا ، فقال عبد الله اللهم إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها ، وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه وقال الفضيل ما رأيت أزهد من رجل من
أهل خراسان جلس إلي في
المسجد الحرام ، ثم قام ليطوف ، فسرقت دنانير كانت معه ، فجعل يبكي ، فقلت أعلى الدنانير تبكي فقال : لا ولكن ، مثلتني وإياه بين يدي الله عز وجل فأشرف عقلي على إدحاض حجته فبكائي رحمة له وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار أتينا منزل الحكم بن أيوب ليلا وهو على البصرة أمير وجاء
الحسن ، وهو خائف فدخلنا معه عليه ، فما كنا مع الحسن إلا بمنزلة الفراريج فذكر
الحسن قصة
يوسف عليه السلام وما صنع به إخوته من بيعهم إياه ، وطرحهم له في الجب ، فقال : باعوا أخاهم ، وأحزنوا أباهم ، وذكر ما لقي من كيد النساء ، ومن الحبس ثم قال : أيها الأمير ، ماذا صنع الله به ? أداله منهم ، ورفع ذكره ، وأعلى كلمته ، وجعله على خزائن الأرض ، فماذا صنع حين أكمل له أمره ، وجمع له أهله قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين يعرض للحكم بالعفو عن أصحابه قال
الحكم وأنا : أقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تثريب عليكم اليوم ، ولو لم أجد إلا ثوبي هذا لواريتكم تحته وكتب
ابن المقفع إلى صديق له يسأله العفو عن بعض إخوانه فلان هارب من زلته إلى عفوك ، لائذ منك بك ، واعلم أنه لن يزداد الذنب عظما إلا ازداد العفو فضلا وأتي
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث فقال لرجاء بن حيوة ما ترى ? قال إن : الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر ، فأعط الله ما يحب من العفو ، فعفا عنهم وروي أن
زيادا أخذ رجلا من
الخوارج ، فأفلت منه فأخذ أخا له ، فقال له : إن جئت بأخيك ، وإلا ضربت عنقك ، فقال : أرأيت إن جئتك بكتاب من أمير المؤمنين تخلي سبيلي ? قال : نعم ، قال : فأنا آتيك بكتاب من العزيز الحكيم وأقيم عليه شاهدين
إبراهيم ، وموسى ثم تلا
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أم لم ينبأ بما في صحف موسى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى ، فقال
زياد : خلوا سبيله ; هذا رجل قد لقن حجته وقيل : مكتوب في الإنجيل : من استغفر لمن ظلمه ، فقد هزم الشيطان .
الْآثَارُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَظْلِمُنِي فَأَرْحَمُهُ وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=20034إِحْسَانٌ وَرَاءَ الْعَفْوِ ; لِأَنَّهُ يَشْتَغِلُ قَلْبُهُ بِتَعَرُّضِهِ لِمَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِالظُّلْمِ ، وَأَنَّهُ يُطَالَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَا يَكُونُ لَهُ جَوَابٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُتْحِفَ عَبْدًا قُيِّضَ لَهُ مَنْ يَظْلِمُهُ وَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ فَجَعَلَ يَشْكُو إِلَيْهِ رَجُلًا ظَلَمَهُ ، وَيَقَعُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إِنَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَمَظْلِمَتُكَ كَمَا هِيَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَلْقَاهُ وَقَدِ اقْتَصَصْتَهَا وَقَالَ
يَزِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ إِنْ ظَلَلْتَ تَدْعُو عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : إِنَّ آخَرَ يَدْعُو عَلَيْكَ بِأَنَّكَ ظَلَمْتَهُ ، فَإِنْ شِئْتَ اسْتَجَبْنَا لَكَ وَأَجَبْنَا عَلَيْكَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُكُمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيَسَعُكُمَا ، عَفْوِي وَقَالَ
مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ لِرَجُلٍ دَعَا عَلَى ظَالِمِهِ : كِلِ الظَّالِمَ إِلَى ظُلْمِهِ ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنْ دُعَائِكَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَهُ بِعَمَلٍ وَقَمِنَ أَنْ لَا يَفْعَلَ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ :
بَلَغَنَا أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=20034اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُ مُنَادِيًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُنَادِي : مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ شَيْءٌ فَلْيَقُمْ ، فَيَقُومُ أَهْلُ الْعَفْوِ ، فَيُكَافِئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانَ مِنْ عَفْوِهِمْ عَنِ النَّاسِ وَعَنْ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ قَالَ أُتِيَ
النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ بِرَجُلَيْنِ قَدْ أَذْنَبَ أَحَدُهُمَا ذَنْبًا عَظِيمًا ، فَعَفَا عَنْهُ ، وَالْآخَرُ أَذْنَبَ ذَنَبًا خَفِيفًا ، فَعَاقَبَهُ ، وَقَالَ :
تَعْفُو الْمُلُوكُ عَنِ الْعَظِيمِ مِنَ الذُّنُوبِ بِفَضْلِهَا وَلَقَدْ تُعَاقِبُ فِي الْيَسِيرِ
وَلَيْسَ ذَاكَ لِجَهْلِهَا إِلَّا لِيَعْرِفَ حِلْمَهَا
وَيَخَافَ شِدَّةَ دَخْلِهَا
وَعَنْ
مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ قَالَ وَفَدَ سُوَارُ : بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي وَفْدٍ مِنْ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى أَبِي جَعْفَرِ قَالَ فَكُنْتُ عِنْدَهُ إِذْ أُتِيَ ; بِرَجُلٍ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ ، فَقُلْتُ : يُقْتَلُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا حَاضِرٌ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنَ الْحَسَنِ قَالَ : وَمَا هُوَ قُلْتُ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ حَيْثُ يَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ ، فَيَقُومُ مُنَادٍ فَيُنَادِي : مَنْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَدٌ فَلْيَقُمْ ، فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتَهُ مِنَ الْحَسَنِ ? فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَسَمِعْتُهُ مِنْهُ ، فَقَالَ خَلَّيْنَا : عَنْهُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ عَلَيْكُمْ بِالْحِلْمِ ، وَالِاحْتِمَالِ حَتَّى تُمْكِنَكُمِ الْفُرْصَةُ ، فَإِذَا أَمْكَنَتْكُمُ فَعَلَيْكُمْ بِالصَّفْحِ ، وَالْإِفْضَالِ .
وَرُوِيَ أَنَّ رَاهِبًا دَخَلَ عَلَى
هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ لِلرَّاهِبِ : أَرَأَيْتَ
ذَا الْقَرْنَيْنِ أَكَانَ نَبِيًّا ? فَقَالَ : لَا وَلَكِنَّهُ إِنَّمَا أُعْطِيَ مَا أُعْطِيَ بِأَرْبَعِ خِصَالٍ كُنَّ فِيهِ ; كَانَ إِذَا قَدَرَ عَفَا وَإِذَا وَعَدَ وَفَّى وَإِذَا حَدَّثَ صَدَقَ وَلَا يَجْمَعُ شُغْلَ الْيَوْمِ لِغَدٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَيْسَ الْحَلِيمُ مَنْ ظُلِمَ فَحَلُمَ حَتَّى إِذَا قَدَرَ انْتَقَمَ وَلَكِنَّ الْحَلِيمَ مَنْ ظُلِمَ فَحَلُمَ حَتَّى إِذَا ، قَدَرَ عَفَا وَقَالَ
زِيَادُ الْقُدْرَةُ تُذْهِبُ الْحَفِيظَةَ ; يَعْنِي الْحِقْدَ ، وَالْغَضَبَ وَأُتِيَ هِشَامٌ بِرَجُلٍ بَلَغَهُ عَنْهُ أَمْرٌ فَلَمَّا أُقِيمَ بَيْنَ يَدَيْهِ جَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِحُجَّتِهِ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ : وَتَتَكَلَّمُ أَيْضًا فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=111يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا أَفَنُجَادِلُ اللَّهَ تَعَالَى ، وَلَا نَتَكَلَّمُ بَيْنَ يَدَيْكَ كَلَامًا قَالَ ؟ هِشَامٌ : بَلَى ، وَيْحَكَ ، تَكَلَّمْ وَرُوِيَ أَنَّ سَارِقًا دَخَلَ خِبَاءَ
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ بِصِفِّينَ فَقِيلَ لَهُ : اقْطَعْهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْدَائِنَا فَقَالَ : بَلْ أَسْتُرُ عَلَيْهِ ; لَعَلَّ اللَّهَ يَسْتُرُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجَلَسَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ فِي السُّوقِ يَبْتَاعُ طَعَامًا فَابْتَاعَ ، ثُمَّ طَلَبَ الدَّرَاهِمَ ، وَكَانَتْ فِي عِمَامَتِهِ فَوَجَدَهَا قَدْ حُلَّتْ فَقَالَ لَقَدْ : جَلَسْتُ وَإِنَّهَا لَمَعِي ، فَجَعَلُوا يَدْعُونَ عَلَى مَنْ أَخَذَهَا ، وَيَقُولُونَ : اللَّهُمَّ اقْطَعْ يَدَ السَّارِقِ الَّذِي أَخَذَهَا ، اللَّهُمَّ افْعَلْ بِهِ كَذَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ حَمَلَهُ عَلَى أَخْذِهَا حَاجَةٌ فَبَارِكْ لَهُ فِيهَا ، وَإِنْ كَانَ حَمَلَتْهُ جَرَاءَةً عَلَى الذَّنْبِ فَاجْعَلْهُ آخِرَ ذُنُوبِهِ وَقَالَ الْفُضَيْلُ مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ مِنْ رَجُلٍ مِنْ
أَهْلِ خُرَاسَانَ جَلَسَ إِلَيَّ فِي
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، ثُمَّ قَامَ لِيَطُوفَ ، فَسُرِقَتْ دَنَانِيرُ كَانَتْ مَعَهُ ، فَجَعَلَ يَبْكِي ، فَقُلْتُ أَعَلَى الدَّنَانِيرِ تَبْكِي فَقَالَ : لَا وَلَكِنْ ، مَثَّلْتُنِي وَإِيَّاهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَشْرَفَ عَقْلِي عَلَى إِدْحَاضِ حُجَّتِهِ فَبُكَائِي رَحْمَةً لَهُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16871مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ أَتَيْنَا مَنْزِلَ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ لَيْلًا وَهُوَ عَلَى الْبَصْرَةِ أَمِيرٌ وَجَاءَ
الْحَسَنُ ، وَهُوَ خَائِفٌ فَدَخَلْنَا مَعَهُ عَلَيْهِ ، فَمَا كُنَّا مَعَ الْحَسَنِ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْفَرَارِيجِ فَذَكَرَ
الْحَسَنُ قِصَّةَ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَا صَنَعَ بِهِ إِخْوَتُهُ مِنْ بَيْعِهِمْ إِيَّاهُ ، وَطَرْحِهِمْ لَهُ فِي الْجُبِّ ، فَقَالَ : بَاعُوا أَخَاهُمْ ، وَأَحْزَنُوا أَبَاهُمْ ، وَذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ كَيْدِ النِّسَاءِ ، وَمِنِ الْحَبْسِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، مَاذَا صَنَعَ اللَّهُ بِهِ ? أَدَالَهُ مِنْهُمْ ، وَرَفَعَ ذِكْرَهُ ، وَأَعْلَى كَلِمَتَهُ ، وَجَعَلَهُ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ، فَمَاذَا صَنَعَ حِينَ أَكْمَلَ لَهُ أَمَرَهُ ، وَجَمَعَ لَهُ أَهْلَهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ يَعْرِضُ لِلْحُكْمِ بِالْعَفْوِ عَنْ أَصْحَابِهِ قَالَ
الْحَكَمُ وَأَنَا : أَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=92لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ، وَلَوْ لَمْ أَجِدْ إِلَّا ثَوْبِي هَذَا لَوَارَيْتُكُمْ تَحْتَهُ وَكَتَبَ
ابْنُ الْمُقَفَّعِ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ يَسْأَلُهُ الْعَفْوَ عَنْ بَعْضِ إِخْوَانِهِ فُلَانٌ هَارِبٌ مِنْ زِلَّتِهِ إِلَى عَفْوِكَ ، لَائِذٌ مِنْكَ بِكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَنْ يَزْدَادَ الذَّنْبُ عِظَمًا إِلَّا ازْدَادَ الْعَفْوُ فَضْلًا وَأُتِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِأَسَارَى ابْنِ الْأَشْعَثِ فَقَالَ لِرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ مَا تَرَى ? قَالَ إِنَّ : اللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَعْطَاكَ مَا تُحِبُّ مِنَ الظَّفَرِ ، فَأَعْطِ اللَّهَ مَا يُحِبُّ مِنَ الْعَفْوِ ، فَعَفَا عَنْهُمْ وَرُوِيَ أَنَّ
زِيَادًا أَخَذَ رَجُلًا مِنَ
الْخَوَارِجِ ، فَأَفْلَتَ مِنْهُ فَأَخَذَ أَخًا لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنْ جِئْتَ بِأَخِيكَ ، وَإِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَكَ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُكَ بِكِتَابٍ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ تُخْلِي سَبِيلِي ? قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَنَا آتِيكَ بِكِتَابٍ مِنِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وَأُقِيمُ عَلَيْهِ شَاهِدَيْنَ
إِبْرَاهِيمَ ، وَمُوسَى ثُمَّ تَلَا
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، فَقَالَ
زِيَادٌ : خَلُّوا سَبِيلَهُ ; هَذَا رَجُلٌ قَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ وَقِيلَ : مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ : مَنِ اسْتَغْفَرَ لِمَنْ ظَلَمَهُ ، فَقَدْ هَزَمَ الشَّيْطَانَ .