فأما وسيأتي تفصيل مداواة هذه الأسباب في مواضعها إن شاء الله تعالى فإنها مواد هذا المرض ، ولا ينقمع المرض إلا بقمع المادة فإن لم تقمع المادة لم يحصل بما ذكرناه إلا تسكين وتطفئة ، ولا يزال يعود مرة بعد أخرى ، ويطول الجهد في تسكينه مع بقاء مواده ، فإنه ما دام محبا للجاه ، فلا بد وأن يحسد من استأثر بالجاه والمنزلة ، في قلوب الناس دونه ، ويغمه ذلك لا محالة ، وإنما غايته أن يهون الغم على نفسه ولا يظهر بلسانه ويده ، فأما الخلو عنه رأسا ، فلا يمكنه ، والله الموفق . الدواء المفصل ، فهو تتبع أسباب الحسد من الكبر وغيره ، وعزة النفس ، وشدة الحرص على ما لا يغني