فاستعاذ الأنبياء من شره ، حتى قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ولما كانت الطباع مائلة إلى اتباع الشهوات القاطعة لسبيل الله ، وكان المال مسهلا لها وآلة إليها عظم الخطر ، فيما يزيد على قدر الكفاية اللهم اجعل قوت آل محمد كفافا فلم يطلب من الدنيا إلا ما يتمحض خيره ، وقال . اللهم أحيني مسكينا ، وأمتني مسكينا ، واحشرني في زمرة المساكين
واستعاذ إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، فقال واجنبني وبني أن نعبد الأصنام وعنى بها هذين الحجرين : الذهب ، والفضة إذ رتبة النبوة أجل من أن يخشى عليها أن تعتقد الإلهية في شيء من هذه الحجارة ; إذ قد كفي قبل النبوة عبادتها مع الصغر ، وإنما معنى عبادتهما حبهما والاغترار بهما ، والركون إليهما قال نبينا صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم ، تعس ولا انتعش وإذا شيك فلا انتقش .
فبين أن محبهما عابد لهما ، ومن عبد حجرا فهو عابد صنم ، بل كل من كان عبدا لغير الله ، فهو عابد صنم أي من قطعه ذلك عن الله تعالى وعن أداء حقه فهو كعابد صنم وهو شرك ، إلا أن الشرك شركان : شرك خفي لا يوجب الخلود في النار ، وقلما ينفك عنه المؤمنون ، فإنه أخفى من دبيب النمل وشرك جلي يوجب الخلود في النار نعوذ بالله من الجميع .