بيان تفصيل آفات المال وفوائده .
اعلم أن ففوائده ترياقه وغوائله سمومه فمن عرف غوائله وفوائده أمكنه أن يحترز من شره ، ويستدر من خيره . المال مثل حية فيها سم وترياق
أما الفوائد ، فهي تنقسم إلى دنيوية ، ودينية ، أما الدنيوية فلا حاجة إلى ذكرها ، فإن معرفتها مشهورة مشتركة بين أصناف الخلق ، ولولا ذلك لم يتهالكوا على طلبها .
وأما الدينية فتنحصر جميعها في ثلاثة أنواع :
النوع الأول : أن ينفقه على نفسه إما في عبادة أو في الاستعانة على عبادة ، أما في العبادة فهو كالاستعانة به على الحج والجهاد فإنه لا يتوصل إليهما إلا بالمال وهما من أمهات القربات ، والفقير محروم من فضلهما وأما فيما يقويه على العبادة ، فذلك هو المطعم ، والملبس ، والمسكن ، والمنكح ، وضرورات المعيشة فإن هذه الحاجات إذا لم تتيسر كان القلب مصروفا إلى تدبيرها ، فلا يتفرغ للدين ، وما لا يتوصل إلى العبادة إلا به فهو عبادة ، فأخذ الكفاية من الدنيا لأجل الاستعانة على الدين من الفوائد الدينية ، ولا يدخل في هذا التنعم والزيادة على الحاجة ، فإن ذلك من حظوظ الدنيا فقط .