الآثار ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإنه من ييأس عما في أيدي الناس استغنى عنهم وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى قال : قلة تمنيك ، ورضاك بما يكفيك وفي ذلك ; قيل :
العيش ساعات تمر وخطوب أيام تكر اقنع بعيشك ترضه
واترك هواك تعيش حر فلرب حتف ساقه
ذهب وياقوت ودر
وكان محمد بن واسع يبل الخبز اليابس بالماء ويأكله ، ويقول : من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد وقال سفيان خير دنياكم ما لم تبتلوا به ، وخير ما ابتليتم به ما خرج من أيديكم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=treesubj&link=34316ما من يوم إلا ، وملك ينادي : يا ابن آدم ، قليل يكفيك خير من كثير يطغيك وقال
سميط بن عجلان إنما بطنك يا ابن آدم شبر في شبر ، فلم يدخلك النار وقيل لحكيم : ما مالك ? قال : التجمل في الظاهر والقصد في الباطن واليأس مما في أيدي الناس ويروى أن الله عز وجل ، قال : يا ابن آدم ، لو كانت الدنيا كلها لك لم يكن لك منها إلا القوت وإذا ، أنا أعطيتك منها القوت ، وجعلت حسابها على غيرك ، فأنا إليك محسن وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود إذا طلب أحدكم الحاجة ، فليطلبها طلبا يسيرا ولا يأتي الرجل فيقول : إنك وإنك فيقطع ظهره ، فإنما يأتيه ما قسم له من الرزق ، أو ما رزق وكتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه ، فكتب إليه : قد رفعت حوائجي إلى مولاي ، فما أعطاني منها قبلت ، وما أمسك عني قنعت وقيل لبعض الحكماء : أي شيء أسر للعاقل وأيما ؟ شيء أعون على دفع الحزن فقال : أسرها إليه ما قدم من صالح العمل ، وأعونها له على دفع الحزن الرضا بمحتوم القضاء وقال بعض الحكماء : وجدت أطول الناس غما الحسود ، وأهنأهم عيشا القنوع ، وأصبرهم على الأذى الحريص إذا طمع ، وأخفضهم عيشا أرفضهم للدنيا ، وأعظمهم ندامة العالم المفرط وفي ذلك قيل .
أرفه
ببال فتى أمسى على ثقة أن الذي قسم الأرزاق يرزقه
فالعرض منه مصون لا يدنسه والوجه منه جديد ليس يخلقه
إن القناعة من يحلل بساحتها لم يلق في دهره شيئا يؤرقه
وقد قيل أيضا .
حتى متى أنا في حل وترحال وطول سعي وإدبار وإقبال
ونازح الدار لا أنفك مغتربا عن الأحبة لا يدرون ما حالي
بمشرق الأرض طورا ثم مغربها لا يخطر الموت من حرصي على بالي
ولو قنعت أتاني الرزق في دعة إن القنوع الغنى لا كثرة المال
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : ألا أخبركم بما أستحل من مال الله تعالى حلتان ؟ لشتائي وقيظي وما يسعني من الظهر لحجي وعمرتي ، وقوتي بعد ذلك كقوت رجل من قريش لست بأرفعهم ، ولا بأوضعهم فوالله ، ما أدري أيحل ذلك أم لا ? كأنه شك في أن هذا القدر هل هو زيادة على الكفاية التي تجب القناعة بها وعاتب أعرابي أخاه على الحرص ، فقال : يا أخي أنت طالب ومطلوب ، يطلبك من لا تفوته ، وتطلب أنت ما قد كفيته وكأن ، ما غاب عنك قد كشف لك وما أنت ، فيه قد نقلت عنه كأنك يا أخي لم تر حريصا محروما ، وزاهدا مرزوقا .
وفي ، ذلك قيل .
:
أراك يزيدك الإثراء حرصا على الدنيا كأنك لا تموت
فهل لك غاية إن صرت يوما إليها قلت حسبي قد رضيت
وقال الشعبي حكي أن رجلا صاد قنبرة فقالت ما تريد أن تصنع بي ? قال : أذبحك ، وآكلك ، قالت : والله ما أشفي من قرم ولا أشبع من جوع ، ولكن أعلمك ثلاث خصال هي خير لك من أكلي : أما واحدة ، فأعلمك وأنا في يدك ، وأما الثانية فإذا صرت على الشجرة ، وأما الثالثة فإذا صرت على الجبل قال : هات الأولى ، قالت : لا تلهفن على ما فاتك فخلاها فلما صارت على الشجرة ، قال : هات الثانية : لا تصدقن بما لا يكون أنه يكون ، ثم طارت فصارت على الجبل ، فقالت : يا شقي ، لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درتين زنة كل درة عشرون مثقالا قال : فعض على شفته وتلهف وقال : هات الثالثة ، قالت : أنت قد نسيت اثنتين ، فكيف أخبرك بالثالثة ؟ ألم أقل لك : لا تلهفن على ما فاتك ولا ، تصدقن بما لا يكون أنا لحمي ، ودمي ، وريشي لا يكون عشرين مثقالا ، فكيف يكون في حوصلتي درتان كل واحدة عشرون مثقالا ? ثم طارت ، فذهبت وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=18916_18911مثال لفرط طمع الآدمي ، فإنه يعميه عن درك الحق حتى يقدر ما لا يكون أنه يكون ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابن السماك إن الرجاء حبل في قلبك ، وقيد في رجلك ، فأخرج الرجاء من قلبك يخرج القيد من رجلك وقال أبو محمد اليزيدي دخلت على الرشيد فوجدته ينظر في ورقة مكتوب فيها بالذهب ، فلما رآني تبسم ، فقلت : فائدة أصلح الله أمير المؤمنين ? قال : نعم ، وجدت هذين البيتين في بعض خزائن بني أمية فاستحسنتهما ، وقد أضفت إليهما ثالثا ، وأنشدني:
إذا سد باب عنك من دون حاجة فدعه لأخرى ينفتح لك بابها
فإن قراب البطن يكفيك ملؤه ويكفيك سوآت الأمور اجتنابها
ولا تك مبذالا لعرضك واجتنب ركوب المعاصي يجتنبك عقابها
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام لكعب ما يذهب العلوم من قلوب العلماء إذ وعوها ، وعقلوها ? قال : الطمع ، وشره النفس ، وطلب الحوائج .
وقال ، رجل
nindex.php?page=showalam&ids=14919للفضيل : فسر لي قول
كعب ، قال : يطمع الرجل في الشيء يطلبه ، فيذهب عليه دينه ، وأما الشره ، فشره النفس في هذا ، حتى لا تحب أن يفوتها شيء ويكون ، لك إلى هذا حاجة ، وإلى هذا حاجة ، فإذا قضاها لك خزم أنفك وقادك حيث شاء ، واستمكن منك ، وخضعت له ، فمن حبك للدنيا سلمت عليه .
إذا مررت به ، وعدته إذا مرض لم تسلم عليه لله عز وجل ، ولم تعده لله ، فلو لم يكن لك إليه حاجة كان خيرا لك .
ثم قال هذا خير لك من مائة حديث عن فلان عن فلان قال ، بعض الحكماء : من عجيب أمر الإنسان أنه لو نودي بدوام البقاء في أيام الدنيا لم يكن في قوى خلقته من الحرص على الجمع أكثر مما قد استعمله مع قصر مدة التمتع ، وتوقع الزوال وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16500عبد الواحد بن زيد مررت براهب فقلت له : من أين تأكل قال : من بيدر اللطيف الخبير الذي خلق الرحا يأتيها بالطحين ، وأومأ بيده إلى رحا أضراسه فسبحان القدير الخبير .
الْآثَارُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ ، وَإِنَّ الْيَأْسَ غِنًى ، وَإِنَّهُ مَنْ يَيْأَسْ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ اسْتَغْنَى عَنْهُمْ وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : مَا الْغِنَى قَالَ : قِلَّةُ تَمَنِّيكَ ، وَرِضَاكَ بِمَا يَكْفِيكَ وَفِي ذَلِكَ ; قِيلَ :
الْعَيْشُ سَاعَاتٌ تَمُرُّ وَخُطُوبُ أَيَّامٍ تَكُرُّ اقْنَعْ بِعَيْشِكَ تَرْضَهُ
وَاتْرُكْ هَوَاكَ تَعِيشُ حُرُّ فَلَرُبَّ حَتْفٍ سَاقَهُ
ذَهَبٌ وَيَاقُوتٌ وَدُرٌّ
وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ يَبُلُّ الْخَبْزَ الْيَابِسَ بِالْمَاءِ وَيَأْكُلُهُ ، وَيَقُولُ : مَنْ قَنِعَ بِهَذَا لَمْ يَحْتَجْ إِلَى أَحَدٍ وَقَالَ سُفْيَانُ خَيْرُ دُنْيَاكُمْ مَا لَمْ تُبْتَلَوْا بِهِ ، وَخَيْرُ مَا ابْتُلِيتُمْ بِهِ مَا خَرَجَ مِنْ أَيْدِيكُمْ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ nindex.php?page=treesubj&link=34316مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا ، وَمَلَكٌ يُنَادِي : يَا ابْنَ آدَمَ ، قَلِيلٌ يَكْفِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِيكَ وَقَالَ
سَمِيطُ بْنُ عَجْلَانَ إِنَّمَا بَطْنُكَ يَا ابْنَ آدَمَ شِبْرٌ فِي شِبْرٍ ، فِلِمَ يُدْخِلُكَ النَّارَ وَقِيلَ لِحَكِيمٍ : مَا مَالُكَ ? قَالَ : التَّجَمُّلُ فِي الظَّاهِرِ وَالْقَصْدُ فِي الْبَاطِنِ وَالْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَيُرْوَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا كُلُّهَا لَكَ لَمْ يَكُنْ لَكَ مِنْهَا إِلَّا الْقُوتُ وَإِذَا ، أَنَا أَعْطَيْتُكَ مِنْهَا الْقُوتَ ، وَجَعَلْتُ حِسَابَهَا عَلَى غَيْرِكِ ، فَأَنَا إِلَيْكَ مُحْسِنٌ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا طَلَبَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ ، فَلْيَطْلُبْهَا طَلَبًا يَسِيرًا وَلَا يَأْتِي الرَّجُلُ فَيَقُولُ : إِنَّكَ وَإِنَّكَ فَيَقْطَعُ ظَهْرَهُ ، فَإِنَّمَا يَأْتِيهِ مَا قُسِمَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ ، أَوْ مَا رُزِقَ وَكَتَبَ بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي حَازِمٍ يَعْزِمُ عَلَيْهِ إِلَّا رَفَعَ إِلَيْهِ حَوَائِجَهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : قَدْ رَفَعْتُ حَوَائِجِي إِلَى مَوْلَايَ ، فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَبِلْتُ ، وَمَا أَمْسَكَ عَنِّي قَنِعْتُ وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : أَيُّ شَيْءِ أَسَرُّ لِلْعَاقِلِ وَأَيُّمَا ؟ شَيْءٍ أَعْوَنُ عَلَى دَفْعِ الْحُزْنِ فَقَالَ : أَسَرُّهَا إِلَيْهِ مَا قَدَّمَ مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ ، وَأَعُونُهَا لَهُ عَلَى دَفْعِ الْحُزْنِ الرِّضَا بِمَحْتُومِ الْقَضَاءِ وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : وَجَدْتُ أَطْوَلَ النَّاسِ غَمًّا الْحَسُودَ ، وَأَهْنَأَهُمْ عَيْشًا الْقَنُوعُ ، وَأَصْبَرَهُمْ عَلَى الْأَذَى الْحَرِيصُ إِذَا طَمِعَ ، وَأَخْفَضُهُمْ عَيْشًا أَرْفَضَهُمْ لِلدُّنْيَا ، وَأَعْظَمَهُمْ نَدَامَةً الْعَالِمُ الْمُفَرِّطُ وَفِي ذَلِكَ قِيلَ .
أَرْفِهْ
بِبَالِ فَتًى أَمْسَى عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ الَّذِي قَسَمَ الْأَرْزَاقَ يَرْزُقُهُ
فَالْعِرْضُ مِنْهُ مَصُونٌ لَا يُدَنِّسُهُ وَالْوَجْهُ مِنْهُ جَدِيدٌ لَيْسَ يَخْلِقُهُ
إِنَّ الْقَنَاعَةَ مَنْ يُحَلِّلُ بِسَاحَتِهَا لَمْ يَلْقَ فِي دَهْرِهِ شَيْئًا يُؤَرِّقُهُ
وَقَدْ قِيلَ أَيْضًا .
حَتَّى مَتَى أَنَا فِي حِلٍّ وَتَرْحَالِ وَطُولِ سَعْيٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ
وَنَازِحُ الدَّارِ لَا أَنْفَكُّ مُغْتَرِبًا عَنِ الْأَحِبَّةِ لَا يَدْرُونَ مَا حَالِي
بِمَشْرِقِ الْأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا لَا يَخْطُرُ الْمَوْتُ مِنْ حِرْصِي عَلَى بَالِي
وَلَوْ قَنِعْتُ أَتَانِي الرِّزْقُ فِي دَعَةٍ إِنَّ الْقُنُوعَ الْغِنَى لَا كَثْرَةُ الْمَالِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا أَسْتُحِلَّ مِنْ مَالِ اللَّهِ تَعَالَى حُلَّتَانِ ؟ لِشِتَائِي وَقَيْظِي وَمَا يَسَعُنِي مِنَ الظَّهْرِ لِحَجِّي وَعُمْرَتِي ، وَقُوتِي بَعْدَ ذَلِكَ كَقُوتِ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَسْتُ بِأَرْفَعِهِمْ ، وَلَا بِأَوْضَعِهِمْ فَوَاللَّهِ ، مَا أَدْرِي أَيَحِلُّ ذَلِكَ أَمْ لَا ? كَأَنَّهُ شَكَّ فِي أَنَّ هَذَا الْقَدْرَ هَلْ هُوَ زِيَادَةٌ عَلَى الْكِفَايَةِ الَّتِي تَجِبُ الْقَنَاعَةُ بِهَا وَعَاتَبَ أَعْرَابِيٌّ أَخَاهُ عَلَى الْحِرْصِ ، فَقَالَ : يَا أَخِي أَنْتَ طَالِبٌ وَمَطْلُوبٌ ، يَطْلُبُكَ مَنْ لَا تَفُوتُهُ ، وَتَطْلُبُ أَنْتَ مَا قَدْ كُفِيتَهُ وَكَأَنَّ ، مَا غَابَ عَنْكَ قَدْ كُشِفَ لَكَ وَمَا أَنْتَ ، فِيهِ قَدْ نُقِلْتَ عَنْهُ كَأَنَّكَ يَا أَخِي لَمْ تَرَ حَرِيصًا مَحْرُومًا ، وَزَاهِدًا مَرْزُوقًا .
وَفِي ، ذَلِكَ قِيلَ .
:
أَرَاكَ يَزِيدُكَ الْإِثْرَاءُ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ لَا تَمُوتُ
فَهَلْ لَكَ غَايَةٌ إِنْ صِرْتَ يَوْمًا إِلَيْهَا قُلْتَ حَسْبِي قَدْ رَضِيتُ
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ حُكِيَ أَنَّ رَجُلًا صَادَ قُنْبُرَةً فَقَالَتْ مَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ بِي ? قَالَ : أَذْبَحُكَ ، وَآكُلُكِ ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أُشْفِي مِنْ قَرَمٍ وَلَا أُشْبِعُ مِنْ جُوعٍ ، وَلَكِنْ أُعَلِّمُكَ ثَلَاثَ خِصَالٍ هِيَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَكْلِي : أَمَّا وَاحِدَةٌ ، فَأُعَلِّمُكَ وَأَنَا فِي يَدِكَ ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَإِذَا صِرْتُ عَلَى الشَّجَرَةِ ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِذَا صِرْتُ عَلَى الْجَبَلِ قَالَ : هَاتِ الْأُولَى ، قَالَتْ : لَا تَلَهَّفَنَّ عَلَى مَا فَاتَكَ فَخَلَّاهَا فَلَمَّا صَارَتْ عَلَى الشَّجَرَةِ ، قَالَ : هَاتِ الثَّانِيَةَ : لَا تُصَدِّقَنَّ بِمَا لَا يَكُونُ أَنَّهُ يَكُونُ ، ثُمَّ طَارَتْ فَصَارَتْ عَلَى الْجَبَلِ ، فَقَالَتْ : يَا شَقِيُّ ، لَوْ ذَبَحْتَنِي لَأَخْرَجْتَ مِنْ حَوْصَلَتِي دُرَّتَيْنِ زِنَةُ كُلِّ دُرَّةٍ عِشْرُونَ مِثْقَالَا قَالَ : فَعَضَّ عَلَى شَفَتِهِ وَتَلَهَّفَ وَقَالَ : هَاتِ الثَّالِثَةَ ، قَالَتْ : أَنْتَ قَدْ نَسِيتَ اثْنَتَيْنِ ، فَكَيْفَ أُخْبِرُكَ بِالثَّالِثَةِ ؟ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لَا تَلَهَّفَنَّ عَلَى مَا فَاتَكَ وَلَا ، تُصَدِّقَنَّ بِمَا لَا يَكُونُ أَنَا لَحْمِي ، وَدَمِي ، وَرِيشِي لَا يَكُونُ عِشْرِينَ مِثْقَالًا ، فَكَيْفَ يَكُونُ فِي حَوْصَلَتِي دُرَّتَانِ كُلُّ وَاحِدَةٍ عِشْرُونَ مِثْقَالًا ? ثُمَّ طَارَتْ ، فَذَهَبَتْ وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=18916_18911مِثَالٌ لِفَرْطِ طَمَعِ الْآدَمِيِّ ، فَإِنَّهُ يُعْمِيهِ عَنْ دَرْكِ الْحَقِّ حَتَّى يُقَدِّرَ مَا لَا يَكُونُ أَنَّهُ يَكُونُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابْنُ السَّمَّاكِ إِنَّ الرَّجَاءَ حَبْلٌ فِي قَلْبِكَ ، وَقَيْدٌ فِي رِجْلِكَ ، فَأَخْرِجِ الرَّجَاءَ مِنْ قَلْبِكَ يَخْرُجُ الْقَيْدُ مِنْ رِجْلِكَ وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيُّ دَخَلْتُ عَلَى الرَّشِيدِ فَوَجَدْتُهُ يَنْظُرُ فِي وَرَقَةٍ مَكْتُوبٍ فِيهَا بِالذَّهَبِ ، فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ ، فَقُلْتُ : فَائِدَةٌ أَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ? قَالَ : نَعَمْ ، وَجَدْتُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ فِي بَعْضِ خَزَائِنِ بَنِي أُمَيَّةَ فَاسْتَحْسَنَتْهُمَا ، وَقَدْ أَضَفْتُ إِلَيْهِمَا ثَالِثًا ، وَأَنْشَدَنِي:
إِذَا سُدَّ بَابٌ عَنْكَ مِنْ دُونِ حَاجَةٍ فَدَعْهُ لِأُخْرَى يَنْفَتِحُ لَكَ بَابُهَا
فَإِنَّ قِرَابِ الْبَطْنِ يَكْفِيكَ مِلْؤُهُ وَيَكْفِيكَ سَوْآتِ الْأُمُورِ اجْتِنَابُهَا
وَلَا تَكُ مِبْذَالًا لِعَرْضِكَ وَاجْتَنِبْ رُكُوبَ الْمَعَاصِي يَجْتَنِبْكَ عِقَابُهَا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ لِكَعْبِ مَا يُذْهِبُ الْعُلُومُ مِنْ قُلُوبِ الْعُلَمَاءِ إِذْ وَعُوهَا ، وَعَقَلُوهَا ? قَالَ : الطَّمَعُ ، وَشَرَهُ النَّفْسِ ، وَطَلَبُ الْحَوَائِجِ .
وَقَالَ ، رَجُلٌ
nindex.php?page=showalam&ids=14919لِلْفُضَيْلِ : فَسِّرْ لِي قَوْلَ
كَعْبٍ ، قَالَ : يَطْمَعُ الرَّجُلُ فِي الشَّيْءِ يَطْلُبُهُ ، فَيَذْهَبُ عَلَيْهِ دِينُهُ ، وَأَمَّا الشَّرَهُ ، فَشَرَهُ النَّفْسِ فِي هَذَا ، حَتَّى لَا تُحِبَّ أَنْ يَفُوتَهَا شَيْءٌ وَيَكُونُ ، لَكَ إِلَى هَذَا حَاجَةٌ ، وَإِلَى هَذَا حَاجَةٌ ، فَإِذَا قَضَاهَا لَكَ خَزَمَ أَنْفَكَ وَقَادَكَ حَيْثُ شَاءَ ، وَاسْتَمْكَنَ مِنْكَ ، وَخَضَعْتَ لَهُ ، فَمِنْ حُبِّكِ لِلدُّنْيَا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ .
إِذَا مَرَرْتَ بِهِ ، وَعُدْتَهُ إِذَا مَرِضَ لَمْ تُسَلِّمْ عَلَيْهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَمْ تُعُدْهُ لِلَّهِ ، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلَيْهِ حَاجَةٌ كَانَ خَيْرًا لَكَ .
ثُمَّ قَالَ هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ قَالَ ، بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مِنْ عَجِيبِ أَمْرِ الْإِنْسَانِ أَنَّهُ لَوْ نُودِيَ بِدَوَامِ الْبَقَاءِ فِي أَيَّامِ الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ فِي قُوَى خِلْقَتِهِ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى الْجَمْعِ أَكْثَرَ مِمَّا قَدِ اسْتَعْمَلَهُ مَعَ قِصَرِ مُدَّةِ التَّمَتُّعِ ، وَتَوَقُّعِ الزَّوَالِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16500عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ مَرَرْتُ بِرَاهِبٍ فَقُلْتُ لَهُ : مِنْ أَيْنَ تَأْكُلُ قَالَ : مِنْ بَيْدَرِ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ الَّذِي خَلَقَ الرَّحَا يَأْتِيهَا بِالطَّحِينِ ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى رَحَا أَضْرَاسِهِ فَسُبْحَانَ الْقَدِيرِ الْخَبِيرِ .