بيان إن جرى عليه ذنب ، إما عن قصد وشهوة غالبة ، أو عن إلمام بحكم الاتفاق . ما ينبغي أن يبادر إليه التائب
اعلم أن الواجب عليه التوبة والندم والاشتغال بالتكفير بحسنة تضاده ، كما ذكرنا طريقه فإن لم تساعده النفس على العزم على الترك لغلبة الشهوة فقد عجز عن أحد الواجبين ، فلا ينبغي أن يترك الواجب الثاني وهو أن يدرأ بالحسنة السيئة ليمحوها فيكون ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا فالحسنات المكفرة للسيئات ; إما بالقلب وإما باللسان وإما بالجوارح ، ولتكن الحسنة في محل السيئة ، وفيما يتعلق بأسبابها .
فأما ; بالقلب فليكفره بالتضرع إلى الله تعالى في سؤال المغفرة والعفو ويتذلل تذلل العبد الآبق ويكون ذله بحيث يظهر لسائر العباد ، وذلك بنقصان كبره فيما بينهم فما للعبد الآبق المذنب وجه للتكبر على سائر العباد وكذلك يضمر بقلبه الخيرات للمسلمين ، والعزم على الطاعات .
وأما باللسان فبالاعتراف بالظلم : والاستغفار فيقول رب ظلمت نفسي وعملت سوءا فاغفر لي ذنوبي .