الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
في nindex.php?page=treesubj&link=19725دواء التوبة ، وطريق العلاج لحل عقدة الإصرار :
اعلم أن الناس قسمان .
شاب لا صبوة له نشأ على الخير ، واجتناب الشر وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=944483تعجب ربك من شاب ليست له صبوة وهذا عزيز نادر .
(الركن الرابع في) بيان السبب الباعث على nindex.php?page=treesubj&link=19725 (دواء التوبة، وطريق العلاج لحل عقدة الإصرار: اعلم) أرشدك الله (أن الناس قسمات) : الأول (شاب لا صبوة له) ، وهو الميل إلى هوى النفس بمقتضى السن، (نشأ) من صغره (على الخير، واجتناب الشر) ، وهذا (هو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=944483تعجب ربك من شاب ليست له صبوة) ، والعجب كون الشيء خارجا عن نظائره من جنسه حتى يكون نظره في صفة، ويكون استعظام الشيء واستكباره لخروجه عن العادة وبعده; وذلك مما ينزه عن مثله الباري تعالى فيؤول بمعنى يعظم قدره عنده فيحيز له أجره، وإنما عبر بذلك تقريبا لأفهام العرب .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر، وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ا هـ .
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى وتمام في فوائده، nindex.php?page=showalam&ids=15007والقضاعي في مسند الشهاب، كلهم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة: حدثنا أبو عشانة، عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر مرفوعا بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=944483 "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة"، وسنده حسن، وضعفه الحافظ ابن حجر في فتاويه لأجل nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة.
وأما سياق المصنف فوجدته في تاريخ مصر لابن الربيع الجيزي قال: حدثني أبي، حدثنا أبو الأسود نصر بن عبد الجبار، nindex.php?page=showalam&ids=12310وأسد بن موسى ح، وحدثنا عبد الله بن نعمة، حدثني محمد بن قدامة، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وعمر بن خالد قالوا - وهم خمسة -: حدثنا، وعند بعضهم: أخبرنا، عن nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، عن أبي عشانة، وعند بعضهم: حدثنا أبو عتانة قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره، وعند بعضهم "يعجب ربك تعالى"، وعند بعضهم [ ص: 609 ] عز وجل، وروينا في خبر أبي حاتم الحضرمي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي قال: كان يعجبهم أن لا يكون للشاب صبوة .
(وهذا عزيز نادر) الوجود لخروجه عن العادة، وبعده عن العرف .
(تنبيه)
nindex.php?page=treesubj&link=29490_19705_30502هل الأفضل شاب لا صبوة له لكونه لم يلابس كبيرة، ونجا من ضررها وخطرها، والسؤال عنها في القيامة، أو من قارف الذنوب وتاب توبة نصوحة; لكونه أقلع عن الشهوات لله بعد إلفه لها، وتعوده لذاتها، ثم فارق لذته، وشهوته لله؟
قولان: وكلام nindex.php?page=showalam&ids=15166المحاسبي يقتضي ترجيح الأول، والله أعلم .