النوع الثاني حكايات : الأنبياء والسلف الصالحين ، فذلك شديد الوقع ، ظاهر النفع في قلوب الخلق مثل وما جرى عليهم من المصائب بسبب ذنوبهم ، آدم صلى الله عليه وسلم في عصيانه وما لقيه من الإخراج من الجنة حتى روي أنه لما أكل من الشجرة تطايرت الحلل عن جسده ، وبدت عورته فاستحيا التاج والإكليل من وجهه أن يرتفعا عنه فجاءه أحوال جبريل عليه السلام فأخذ التاج عن رأسه وحل الإكليل عن جبينه ، ونودي من فوق العرش اهبطا من جواري ، فإنه لا يجاورني من عصاني ، قال : فالتفت آدم إلى حواء باكيا ، وقال هذا أول أخرجنا من جوار الحبيب وروي أن شؤم المعصية ، سليمان بن داود عليهما السلام لما عوقب على خطيئته ، لأجل التمثال الذي عبد في داره أربعين يوما وقيل لأن المرأة سألته أن يحكم لأبيها فقال : نعم ، ولم يفعل ، وقيل : بل أحب بقلبه أن يكون الحكم لأبيها على خصمه لمكانها منه فسلب ملكه أربعين يوما ، فهرب تائها على وجهه فكان يسأل بكفه فلا يطعم ، فإذا قال : أطعموني ، فإني سليمان بن داود شج وطرد وضرب وحكي ، أنه استطعم من بيت لامرأته فطردته وبصقت في وجهه وفي رواية أخرجت عجوز جرة فيها بول فصبته على رأسه إلى أن أخرج الله الخاتم من بطن الحوت فلبسه بعد انقضاء الأربعين أيام العقوبة ، قال : فجاءت الطيور فعكفت على رأسه ، وجاءت الجن والشياطين والوحوش فاجتمعت حوله ، فاعتذر إليه بعض من كان خفي عليه فقال : لا ألومكم فيما فعلتم من قبل ، ولا أحمدكم في عذركم الآن إن ، هذا أمر كان من السماء ، ولا بد منه وروي في الإسرائيليات أن رجلا تزوج امرأة من بلدة أخرى ، فأرسل عبده ليحملها إليه فراودته نفسه وطالبته ، بها ، فجاهدها واستعصم ، قال : فنبأه الله ببركة تقواه ، فكان نبيا في بني إسرائيل وفي قصص موسى عليه السلام أنه قال للخضر عليه السلام : بم أطلعك الله على علم الغيب ? قال : بتركي المعاصي لأجل الله تعالى وروي أن الريح كانت تسير بسليمان عليه السلام فنظر إلى قميصه نظرة ، وكان جديدا فكأنه أعجبه ، قال : فوضعته الريح ، فقال : لم فعلت هذا ولم آمرك ? قالت : إنما نطيعك إذا أطعت الله .