الشطر الأول في الصبر .
وفيه بيان وبيان حده وحقيقته ، وبيان كونه نصف الإيمان ، وبيان اختلاف أساميه باختلاف متعلقاته ، وبيان أقسامه بحسب اختلاف القوة والضعف ، وبيان مظان الحاجة إلى الصبر ، وبيان دواء الصبر ، وما يستعان به عليه ، فهي سبعة فصول تشتمل على جميع مقاصده إن شاء الله تعالى . فضيلة الصبر ،
بيان فضيلة الصبر .
وقد وصف الله تعالى الصابرين بأوصاف وذكر الصبر .
في القرآن في نيف وسبعين موضعا وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها ثمرة له فقال عز من قائل : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وقال تعالى: وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا وقال تعالى: ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون وقال تعالى أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا وقال تعالى : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ، فما من قربة إلا وأجرها بتقدير وحساب إلا الصبر ولأجل كون الصوم من الصبر وأنه ، نصف الصبر فأضافه إلى نفسه من بين سائر العبادات ووعد الصابرين بأنه معهم فقال تعالى : قال الله تعالى : الصوم لي وأنا أجزي به واصبروا إن الله مع الصابرين وعلق النصرة على الصبر ، فقال تعالى : بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وجمع للصابرين بين أمور لم يجمعها لغيرهم فقال تعالى أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ، فالهدى والرحمة والصلوات مجموعة للصابرين واستقصاء جميع الآيات في مقام الصبر يطول .