ومن آثاره فإن هذه الأحوال لابد وأن تظهر على كل من يرجو ملكا من الملوك أو شخصا من الأشخاص ، فكيف لا يظهر ذلك في حق الله تعالى ، فإن كان لا يظهر فليستدل به على الحرمان عن مقام الرجاء ، والنزول في حضيض الغرور والتمني فهذا هو البيان لحال الرجاء ، ولما أثمره من العلم ، ولما استثمر منه من العمل ، ويدل على إثماره لهذه الأعمال حديث زيد الخيل إذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : التلذذ بدوام الإقبال على الله تعالى ، والتنعم بمناجاته ، والتلطف في التملق له
فقال : هذه علامة الله فيمن يريد ، ولو أرادك للأخرى هيأك لها ثم لا يبالي في أي أوديتها هلكت فقد ذكر صلى الله عليه وسلم علامة من أريد به الخير فمن ارتجى أن يكون مرادا بالخير من غير هذه العلامات فهو مغرور جئت لأسألك عن علامة الله فيمن لا يريد ، وعلامته فيمن لا يريد ؟ فقال : كيف أصبحت ؟ قال : : أصبحت أحب الخير وأهله ، وإذا قدرت على شيء منه سارعت إليه ، وأيقنت بثوابه ، وإذا فاتني منه شيء حزنت عليه ، وحننت إليه ،
.