ثم قال أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد وقال شهد الله أنه لا إله إلا هو فبين أنه الدليل على نفسه وذلك ليس متناقضا بل طرق الاستدلال مختلفة .
فكم من طالب عرف الله تعالى بالنظر إلى الموجودات كما قال بعضهم : عرفت ربي بربي ولولا ربي لما عرفت ربي وهو معنى قوله تعالى : أولم : وكم من طالب عرف كل الموجودات بالله تعالى يكف بربك أنه على كل شيء شهيد وقد وصف الله تعالى نفسه بأنه المحيي والمميت ثم فوض الموت والحياة إلى ملكين ففي الخبر أن ملكي الموت والحياة تناظرا فقال ملك الموت : أنا أميت الأحياء ، وقال ملك الحياة : أنا أحيي الموتى ، فأوحى الله تعالى إليهما كونا على عملكما وما سخرتكما له من الصنع وأنا المميت والمحيي لا يميت ولا يحيي سواي .