الوجه [السادس]: أن المعنى الذي تدل عليه هذه العبارة التي ذكروها هو من الأمور المعلوم ببديهة العقل، التي لا يحسن بيانها والخطاب بها لتعريفها، بل لأمر آخر، فإن وهذا المعنى مثل أن يقال أوجد الله الشيء كما أوجده، وخلق الله الأشياء على ما هي عليه، وعلى الصورة التي هي عليها، ونحو ذلك مما هو معلوم ببديهة العقل، ومعلوم أن بيان هذا وإيضاحه قبيح جدا. قول القائل: إن الشيء الفلاني خلق على صورة نفسه، لا يدل لفظه على غير ما هو معلوم بالعقل أن كل مخلوق فإنه خلق على [ ص: 441 ] الصورة التي خلق عليها،