فإن قيل: إنما قال ذلك لأنها مدبرة له، كما يقال: إن الله في السماء.
فيقال: فينبغي على قياس ذلك أن يقال: إن الله في السماء والأرض، وكل مكان، لأنه مدبر لذلك، لا يخص الإطلاق بأنه في السماء. ومعلوم أنه كما فيهما إطلاق أن الروح في البدن، فتمثيل أحدهما بالآخر من أعظم الفرية والكذب على الله، وعلى رسوله، وهي فرية ليس في الكتاب والسنة [ ص: 569 ] إطلاق القول بأن الله تعالى في العالم، أو في الخلق، أو في كل مكان، وأمثاله. جهم
وأيضا: فأبو حامد مع متبوعيه من هؤلاء المتفلسفة الصابئين، عندهم أن الله تعالى ليس في شيء من العالم أصلا، كما أنه قول أهل السنة، كما أنه عند المتفلسفة، وعندهم –أيضا- [أنه] ليس فوق العالم، فيمتنع عندهم أن يكون الروح في الجسد، أو فوق الجسد، وحينئذ فلا يصح إطلاق القول بأنها في الجسد، لأن ذلك إما أن يراد به أنه حال فيه أو أنه عليه، كما في قوله تعالى: ولأصلبنكم في جذوع النخل [طه: 71].