[ ص: 371 ] وأما قول الرازي -في الخبر الذي رواه عن قوله: ابن عباس- إلى آخره وقد تقدم أن رواية هذا عن «رأيت ربي في أحسن صورة» غلط، وإنما هو حديث ابن عباس ابن عائش وغيره، وأحاديث المحفوظة عنه لها ألفاظ أخر، وهذا هو حديث ابن عباس أبي قلابة، رواه عنه عن معمر، أيوب وقتادة.
فقوله: «واعلم أن قوله: «رأيت ربي في أحسن صورة» قد تقدم تأويله» يقال له: ليس فيما تقدم ما يقرب من الحق، إلا قوله: «يحتمل أن يكون عائدا إلى المرئي وتكون رؤيا منام» فهذا الاحتمال قريب إلى الحق؛ لأن الحق أنه كان رؤيا منام، لكن هو جوز ذلك ولم يجزم به.
وتسميته هذا تأويلا غلط؛ لأنه تفسير مبين في الحديث، وإن كان قد لا يروى في لفظ حديث الذي ذكره فهو مفسر في ألفاظ جمهور الرواة للحديث، ومن المعلوم أن الحديث الواحد إذا رواه أحد بلفظ مختصر ورواه جماعات فزادوا فيه ألفاظا تفسر ذلك الغلط وتبينه كان ما رووه مفسرا ومبينا لما رواه، هذا لو كانت رواية ابن عباس [ ص: 372 ] محفوظة، فكيف وقد وقع فيها ما وقع. ابن عباس