"القسم الثاني" وهو أنهم متفقون على أن من الأمور الغائبة عن حسه ما يعلمه بالقياس والاعتبار على ما شهده، كما يعلم ما يغيب عنه من أفراد الآدميين والبهائم والحبوب والثمار وأفراد الأطعمة والأشربة واللباس ونحو ذلك، فإنما يسميه الفقهاء ونحوهم جنسا واحدا، أو هو ما له اسم جامع يجمع أنواعا يميز بينها بالصفات كالحنطة والثمر والإنسان والفرس، وهو الذي يسميه المنطقيون النوع، وما هو أخص من ذلك، وإن كان قد يسمى أيضا جنسا أو صنفا أو نوعا كالعربي والعبري والفارسي والرومي، وكالتمر البرني والمعقلي ونحو ذلك: لا ريب فهذا أصل متفق عليه بين العقلاء. أن الإنسان لم يحس جميع أعيانه وأفراده، وإنما يعلم غائبها بالقياس على شاهدها.