الوجه الرابع: أن في هذه الحكاية أنهم اشتغلوا بعبادة هذه الأوثان على اعتقاد أنهم يعبدون الإله والملائكة، وقد ذكر الله تعالى قول المشركين في كتابه الذين جعلوا معه إلها آخر فلم يذكر أنهم كانوا يعتقدون أنهم يعبدون الله إذا عبدوا الأوثان ولكن ذكر أنهم اتخذوا هذه الأوثان شفعاء، وذكر أنهم قالوا: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى! ولكن الجهمية الاتحادية من يقول إن عباد الأوثان ما عبدوا إلا الله تعالى [ ص: 68 ] وأن عابد الوثن هو العابد لله كما ذكرنا ذلك فيما تقدم عن صاحب الفصوص وذويه وهو من رؤساء هؤلاء في هؤلاء الجهمية وأئمتهم .