الوجه الثاني والعشرون: أنه إذا قدر أن ذلك ممكن لذاته، فإنه لا يكون إلا مفتقرا إلى الله؛ لأن كل ما سواه مفتقر إليه وغايته أن تكون حقيقة الرب مستلزمة له، ويكون افتقاره إليه كما يقال من وأكثر ما يقال إنه مفتقر إليه كافتقار العلة إلى معلولها الذي هو مفتقر إليها، يعني أن افتقار الموصوف إلى صفته، ومعلولها هو مفتقر إليها، فجعل العلة الموجبة بنفسها مفتقرة إلى معلولها حاصله أن وجوده لا يكون إلى مع وجوده، وهذا لا يوجب أن يكون واجب الوجود ممكنا . العلة لا تكون [ ص: 652 ] موجودة إلا بوجود معلولها،