الوجه الثالث عشر أن يقال: هب أنه سلم لك أنه قد يتيامن أو يتياسر بحيث لا يكون موصوفا بالعلو لكن ولا يقال: إنه في جهة العلو، ولا في جهة السفل، ولا في شيء من الجهات. وإذا كان موجودا كان تقدير خروجه عن صفة العلو أولى من تقدير كون الله ليس موصوفا بالعلو على كل وجه من الوجوه، فإن التحول والانتقال وجوازه على المخلوق أولى من جوازه على الخالق. لا يسلم أن الجهة التي توصف بالعلو لا يمكن فرض وجودها خالية عن العلو. فإن الذي يحتمل صفة العلو لا يكون إلا موجودا، إذا المعدوم لا يحتمل الصفات،