الوجه الثامن عشر: أن ذلك الغير الذي جعلته مستكملا به: أو غير غني عن الله أم غير مفتقر إلى الله؟ إن قلت: إنه غني عن الله فليس في الوجود شيء غني عن الله بل جميع الكائنات مفتقرة إليه. وإن قلت: بل هو المفتقر إلى الله، كان معنى قولك: إنه يكون مستكملا بما هو مفتقر إليه، والأمر المفتقر إليه إما أن يكون من لوازم ذاته، وإما أن يكون كائنا بمشيئته واختياره، فيعود الأمر إلى أنه مستكمل بذاته ومشيئته التي هي من لوازم ذاته، فيكون ذلك الاستكمال بذاته كما تقدم. وحينئذ فلا يصح قولك: ناقص لذاته ومستكمل بغيره لأن ذاته مستلزمة لذلك الكمال، فلا يتصور نقصها.