الوجه التاسع: أن فإن الوجود نفسه لا يوجب التفرق والعدم، فإن العدم ينافي الوجود، والشيء لا يكون موجبا لما ينافيه، وكذلك التفرق هو نوع من عدم الكمال، فإن الاجتماع صفة كمال وقوة، والافتراق ينقص تلك القوة والكمال، وكذلك يسمى الشيء جميلا، والجمال مشتق من الإجمال الذي هو الجمع والضم، ولهذا يقال: كل ألم في العالم فأصله من تفرق واجتماع، فكون الشيء موجودا أو مقصودا بحيث يحصل به الفرح والسرور لا يناسب تفرقه واختلاله، وإنما يناسب اجتماعه وإكماله، ولهذا كان وجوب العدم أو التفرق لا يجوز تعليله بالوجود، وفيه اجتماع الخلق إليه، بحيث يكون هو المقصود لهم في العبادة في الدعاء، والعبد لا بد له من قصد يقصده، والشيء [ ص: 395 ] إنما يقصد لنفسه أو لغيره، والله هو المقصود المعبود لنفسه وهو المدعو المسئول الذي يسأل منه كل شيء. وإذا كان كذلك تبين أن هذا الحكم لا يجوز تعليله بالوجود المطلق ولا بما يشتمل على الوجود الواجب. الاسم الصمد فيه معنى الاجتماع المنافي للتفرق،