وكذلك أنه يمكن الجواب عن القسمين بهذين الوجهين:
أما الأول: أو وجود شرط / وانتفاء مانع ليس بحاصل؛ فإن هذا كله من تمام المؤثر كان المراد بالمؤثر عنده مجموع الأمور التي إذا وجدت وجد المفعول وهي الأمور التي يجب [أن] يقارنها المفعول، وتكون واجباتها، فإذا لم تحصل هذه الأمور لم يكن المؤثر حاصلا؛ لكن يقال: هذه الأمور إذا لم تكن جميعها حاصلة؛ بل فات بعضها، لم يكن المؤثر الأول حتى يلزم [ ص: 243 ] التسلسل؛ بل يكون هذا المؤثر الثاني هو المؤثر في ذلك الشرط أو زوال ذلك المانع، وليس المؤثر في العالم المؤثر في بعض الأسباب التي يجب العالم عندها سواء قيل هو التخليق أو الكلام أو الإرادة أو غير ذلك. فيقال: لا نسلم أن المؤثر إذا لم يكن حاصلا بتمامه في الأزل يلزم التسلسل، لأن المراد بالمعين هنا المؤثر في المخلوقات وهذا قد يكون حاصلا بتمامه؛ ولكن نفس التأثير الذي يقال إنه قام به من التخليق والكلام والإرادة لم يكن حاصلا،