الوجه السابع: أن يقال: العلم بنفي الانقسام على الوجه الذي ادعيته يخالفك فيه أكثر العقلاء، ومثبتوه واختلفوا في طرق إثباته، ولم يتفقوا على طريق واحد؛ بل كل منهم أبطل طريق صاحبه، ومنازعوهم أبطلوا طرقهم، ولا خلاف أنها نظرية دقيقة / خفية، وأما العلم بالمباينة ولوازمها فهو ضروري فطري، [ ص: 304 ] فإذا نفيت ما زعمته من الانقسام على هذه الطريق ونفيت لوازمه [ ص: 303 ] المعلومة بالفطرة والضرورة، وباقيه واضح من تلك الأقيسة، ومنازعوك أثبتوا ما يعلم بالفطرة والضرورة والأقيسة الواضحة، وشاهده الكتاب والسنة، واتفاق سلف الأمة كان معلوما عند كل عاقل؛ لأن ما فعلوه هو الحق دون ما فعلته.