ذكر خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقاء هوازن
روى عن البخاري - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال حين أراد حنينا أبي هريرة وفي رواية قال : «منزلنا غدا - إن شاء الله تعالى بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر . . منزلنا إن شاء الله تعالى إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفر”
قال جماعة من أئمة المغازي : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفا من المسلمين ، عشرة آلاف من المدينة وألفين من أهل مكة .
وروى عن أبو الشيخ محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي - رحمه الله تعالى - قال : كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة آلاف من الأنصار ، وألف من جهينة وألف من مزينة .
وألف من أسلم . وألف من غفار ، وألف من أشجع ، وألف من المهاجرين وغيرهم ، فكان معه [ ص: 314 ] عشرة آلاف ، وخرج باثني عشر ألفا ، وعلى قول عروة والزهري وابن عقبة يكون جميع الجيش الذين سار بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة عشر ألفا ، لأنهم قالوا : إنه قدم مكة باثني عشر ألفا ، وأضيف إليهم ألفان من الطلقاء .
قال محمد بن عمر - رحمه الله تعالى - غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم السبت لست خلون من شوال .
وقال لخمس ، وبه قال ابن إسحاق واختاره عروة ، وروي عن ابن جرير ، قال ابن مسعود ابن عقبة ، ومحمد بن عمر - رحمهم الله تعالى - ثم بعد فتح مكة خرج رسول - صلى الله عليه وسلم - لحنين وكان أهل حنين وفي رواية أهل مكة يظنون حين دنا منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه مبادر بهوازن ، وصنع الله لرسوله أحسن من ذلك ، فتح له مكة وأقر بها عينه وكبت بها عدوه ، فلما خرج إلى حنين خرج معه أهل مكة لم يغادر منهم أحد - ركبانا ومشاة حتى خرج معه النساء يمشين على غير دين نظارا ينظرون ويرجون الغنائم ، ولا يكرهون أن تكون الصدمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم .
وكان معه أبو سفيان بن حرب ، وصفوان بن أمية ، وكانت امرأته مسلمة وهو مشرك لم يفرق بينهما ، وجعل كلما سقط ترس أو سيف أو متاع من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أن أعطنيه أحمله حتى أوقر بعيره . أبو سفيان بن حرب
قال محمد بن عمر : وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجتاه أم سلمة وميمونة فضربت لهما قبة .