ذكر الآية في حفظه - صلى الله عليه وسلم - ممن أراد الفتك به
روى محمد بن عمر عن شيوخه قالوا : قال أبو بردة - بضم الموحدة ، وسكون الراء وبالدال المهملة - بن نيار - رضي الله عنه - لما كنا بأوطاس نزلنا تحت شجرة ونظرنا إلى شجرة عظيمة فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحتها وعلق سيفه وقوسه ، وكنت أقرب أصحابي إليه ، فما [ ص: 316 ]
راعني إلا صوته : يا أبا بردة ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، فأقبلت سريعا فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وعنده رجل جالس ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن هذا الرجل جاءني وأنا نائم ، فسل سيفي ، وقام به على رأسي ، فانتبهت وهو يقول : يا محمد من يمنعك مني ؟ فقلت : الله تعالى ، قال أبو بردة : فسللت سيفي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : شم سيفك فقلت : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق عدو الله ، فإنه من عيون المشركين . فقال لي : «اسكت يا أبا بردة” . قال : فما قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ولا عاقبه . قال : فجعلت أصيح به في العسكر لأشهره للناس فيقتله قاتل بغير أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأما أنا فقد كفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتله ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : «يا أبا بردة كف عن الرجل : فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا أبا بردة إن الله مانعي وحافظي حتى يظهر دينه على الدين كله” .