ذكر اعتراض بعض الجهلة من أهل الشقاق والنفاق على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القسمة العادلة ، وما وقع في ذلك من الآيات
روى الشيخان عن والبيهقي - رضي الله عنه - قال : لما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنا ابن مسعود هوازن يوم حنين آثر أناسا من أشراف العرب ، قال رجل من الأنصار : هذه قسمة ما عدل فيها ، وما أريد فيها وجه الله ، فقلت : والله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فتغير وجهه حتى صار كالصرف وقال : ، رحمة الله على موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله .
والرجل المبهم : قال محمد بن عمر هو معتب بن قشير .
قصة أخرى :
روى عن ابن إسحاق ، والإمام والشيخان عن ابن عمرو ، والشيخان جابر عن والبيهقي - رضي الله عنهم - أبي سعيد ابن عمر وأبو سعيد : من تميم يقال له ذو الخويصرة ، فوقف عليه وهو يعطي الناس فقال : يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أجل ، فكيف رأيت ؟ " قال : لم أرك عدلت ، اعدل . فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : "شقيت إن لم [ ص: 405 ] أعدل ، ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون ؟ " فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله دعني أقتل هذا المنافق ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي ، دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ، ينظر في النصل فلا يوجد فيه شيء ، ثم في القدح فلا يوجد فيه شيء ، ثم في الفوق فلا يوجد فيه شيء ، وفي لفظ ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نصيبه وهو قدحه ، فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرث والدم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ولفظ رواية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينا هو يقسم غنائم هوازن إذ قام إليه رجل - قال : جابر . "إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ، آيتهم أن فيهم رجلا أسود ، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على حين فرقة من الناس" وفي رواية "على حين فرقة"
قال أبو سعيد : فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن قاتلهم وأنا معه ، وأمر بذلك الرجل فالتمس حتى أتي به ، حتى نظرت إليه على نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي نعت . علي بن أبي طالب