ذكر نزوله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك وما وقع في ذلك من الآيات
روى الإمام ، مالك ، وابن إسحاق عن ومسلم والإمام معاذ بن جبل برجال الصحيح عن أحمد - رضي الله عنهما - قال حذيفة : أنه معاذ تبوك قال : فكان يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء ، قال : فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ، ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ، ثم قال : "إنكم ستأتون غدا إن شاء الله تعالى - عين تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار ، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي" خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام
وفي حديث حذيفة . ولفظ "بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن في الماء قلة ، فأمر مناديا ينادي في الناس أن لا يسبقني إلى الماء أحد" ، قال فجئناها وقد سبق إليها رجلان [ ص: 451 ] والعين مثل الشراك تبض بشيء من مائها ، فسألهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هل مسستما من مائها شيئا" قالا : نعم . فسبهما وقال لهما "ما شاء الله أن يقول ، ثم غرفوا من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شن ، ثم غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه وجهه ويديه ومضمض ثم أعاده فيها ، فجرت العين بماء كثير ابن إسحاق فانخرق الماء حتى كان يقول من سمعه : إن له حسا كحس الصواعق وذلك الماء فوارة تبوك . انتهى ، فاستسقى الناس ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا ملئ جنانا" .
وروى البيهقي عن وأبو نعيم عروة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين نزل تبوك - وكان في زمان قل ماؤها فيه فاغترف غرفة بيده من ماء فمضمض بها فاه ثم بصقه فيها ففارت عينها حتى امتلأت . فهي كذلك حتى الساعة .
وروى في كتاب الرواة عن الإمام الخطيب عن مالك - رضي الله عنه - قال : جابر تبوك وعينها تبض بماء يسير مثل الشراك فشكونا العطش ، فأمرهم فجعلوا فيها ما دفعها إليهم فجاشت بالماء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ : "يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانا" انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى .