تنبيهات
الأول : حديث رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ، فجاء رجل في يده حزمة من ريحان ، فطرحها بين يديه ، فلم يمسها ، ثم جاء رجل بحزمة من ريحان مزرنجوش فطرحها بين يديه ، فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فتناولها ، ثم شمها ، ثم قال : «نعم الريحان ، نبت العرش ، وماؤه شفاء من العين ، رواه أبو جعفر العقيلي من طريق يحيى بن عباد كذبوه » .
وذكر حديثه في الموضوعات ، وأقره الحافظ من بعده ، وحديث ابن الجوزي دينار قال : أعجبني حديث حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أعجبني نبات رأيته ليلة أسري بي نبات حول العرش وهو المزرنجوش » ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بمزرنجوش شمه وأحبه ، وقال : «رأيته نابتا حول العرش » .
رواه من طريق دينار بن عبد الله وفي مسنده أيضا أحمد بن محمد بن غالب غلام خليل يعرف بوضع الحديث - أقر بذلك - وحديث رضي الله تعالى عنهما قال : الحسن بن علي جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالورد بكلتا يديه فلما أدنيته من أنفي قال : «أما إنه سيد ريحان الجنة بعد الآس » .
[ ص: 341 ] رواه أبو الحسن بن الضحاك من طريق قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن غالب حدثنا محمد بن يزيد الأزدي ، حدثنا محمد بن موسى البصري قال : أخبرنا حاتم بن عبيد الله الأدمي قال : أخبرني يحيى بن عبد الله بن إسحاق عن أبيه عن جده الحسن به .
الثاني : قال الشيخ في فتاويه في حديث رضي الله تعالى عنه : أنس ، السابق : لما كان المقصود من سياق الحديث بيان ما أصابه النبي صلى الله عليه وسلم من متاع الدنيا بأدبه كما قال في الحديث الآخر : « حبب إلي من دنياكم ثلاث ما أصابنا من دنياكم هذا إلا النساء » ، ولما كان الذي حبب إليه من متاع الدنيا هو أفضلها وهو النساء بدليل قوله في الحديث الآخر : « » ناسب أن يضم إليه أفضل الأمور الدينية ، وذلك الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ، فكان الحديث على أسلوب البلاغة من جمعه بين أفضل أمور الدنيا ، وأفضل أمور الدين ، وفي ذلك ضم الشيء إلى نظيره ، وعبر في أمر الدين بعبارة أبلغ مما عبر في أمر الدنيا ، وحيث اقتصر في أمر الدنيا على مجرد التحبب ، وقال في أمر الدين « الصلاة ، فإنها أفضل العبادات بعد الإيمان » ، فإن في قرة العين من التعظيم في المحبة ما لا يخفى . جعلت قرة عيني في الصلاة