النوع الثاني : في مؤذنيه- صلى الله عليه وسلم .
قال في «زاد المعاد» كان له- صلى الله عليه وسلم- أربعة مؤذنين ، اثنان في المدينة : وهو أول من أذن له ، بلال بن رباح ، وعمرو بن أم مكتوم ، القرشي ، العامري ، الأعمى ، وبقباء سعد القرظ مولى عمار بن ياسر ، وبمكة أبو محذورة ، واسمه أوس بن مغيرة الجمحي ، وكان أبو محذورة يرجع الأذان ، ويثني الإقامة ، لا يرجع ، ويفرد الإقامة ، فأخذ وبلال ، وأهل الشافعي مكة ، بأذان أبي محذورة وإقامة وأخذ بلال ، أبو حنيفة وأهل العراق بأذان وإقامة بلال أبي محذورة ، وأخذ ، وأهل الحديث ، وأهل أحمد المدينة ، بأذان وإقامته ، وخالفهم بلال في الموضعين : إعادة التكبير ، وتثنية الإقامة؛ فإنه لا يكررها . [ ص: 87 ] مالك
وروى الإمام عن أحمد رضي الله تعالى عنه- قال : السائب بن يزيد- . «لم يكن لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا مؤذن واحد ، في الصلوات كلها ، في الجمعة وغيرها يؤذن ، ويقيم»
وروى عن مسدد - رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عمر ، وأبو محذورة» بلال . «كان لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- مؤذنان :
ورواه مسلم ، بلفظ : « وأبو داود وابن أم مكتوم» . بلال
وروى - برجال ثقات- عن ابن أبي شيبة - رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة ، وأبو محذورة ، وابن أم مكتوم» بلال . «كان لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاثة مؤذنين :
وروى عبد بن حميد ، ، والطبراني - رضي الله تعالى عنهما- قال : أبطأ ابن عمر يوما بالأذان فأذن رجل ، فجاء بلال فأراد أن يقيم ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «يقيم من أذن» بلال . عن
قال الحافظ أبو بكر الخطيب : «هذا الرجل المبهم زياد بن الحارث» .
وروى الإمام عن أحمد أبي محذورة- رضي الله تعالى عنه- قال : . «جعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الأذان لنا ولموالينا»
وروى عن البزار أبي أسيد- رضي الله تعالى عنه- قال : مكة جاءه أبو محذورة ، فقال : يا رسول الله ائذن لي أن أؤذن ، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أذن ، فكان يؤذن ، فلما رجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تخلف بلال أبو محذورة» . «لما قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
وروى الإمام ، أحمد ، والبيهقي ، والنسائي وأبو الشيخ ، واللفظ لهما ، وابن حبان أبي محذورة- رضي الله تعالى عنه- قال : «خرجت في نفر؛ فكنا ببعض طريق حنين مقفل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من حنين ، فلقينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ببعض الطريق ، فأذن مؤذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالصلاة عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنه متنكبون فصرخنا نحكيه ونهزأ به؛ فسمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الصوت ، فأرسل إلينا حتى وقفنا [ ص: 88 ] بين يدي النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال : أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع ؟ فأشار القوم إلي- وصدقوا- فأرسلهم كلهم فحبسني ، فقال : قم فأذن ، فقمت ولا شيء إلي أكره من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا مما يأمرني به ، فقمت بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فألقى علي التأذين بنفسه ، فقال : قل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله .
ثم دعاني حين قضيت التأذين ، فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ، ثم وضع يده على ناصيتي ، ثم أمرها على وجهي ، ثم على كبدي ، ثم بلغت يد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سرتي ، ثم قال : «بارك الله فيك وبارك عليك» فقلت : يا رسول الله ، «مرني بالتأذين بمكة » ، قال : «أمرتك به» ، وذهب كل شيء كان لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- من كراهته ، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمكة ؛ فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم» . عن
وروى عن الدارقطني سعد بن عائذ ، ويعرف بسعد القرظ- رضي الله تعالى عنه- قال :
سعد ، إذا لم تر معي فأذن ، ومسح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال : «بارك الله فيك ، إذا لم تر بلالا فأذن» بلالا . «قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يا
وروي أيضا- بسند ضعيف- عن - رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس «كان لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- مؤذن يطرب ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : الأذان سهل سمح ، فإن كان أذانك سهلا سمحا وإلا فلا تؤذن» .