الرابع :
فلو قال مدعي الرسالة آية نبوتي أن تنطق يدي أو هذه الدابة ، فنطقت يده أو الدابة بكذبه ، فقالت : كذب وليس هو نبيا ، فإن الكلام الذي خلقه الله- عز وجل- دال على كذب ذلك المدعي ، لأن ما فعله الله تعالى لم يقع على وفق دعوى المدعي كما روي أن أن تقع على وفق دعوى المتحدي بها ، مسيلمة الكذاب لعنه الله تعالى ، تفل في بئر ليكثر ماؤها فغارت ، وذهب ما فيها من الماء .
فمتى اختل شرط من هذه الشروط لم تكن معجزة ، ولا يقال : قضية ما قلتم أن ما توفرت فيه الشروط الأربعة من المعجزات ، لا يظهر إلا على أيدي العارفين ، وليس كذلك أن المسيخ الدجال يظهر على يديه من الآيات العظام ما هو مشهور كما وردت به الأخبار الصحيحة ، لأن ما ذكره فيمن يدعي الرسالة ، وهذا يدعي الربوبية وقد قام الدليل العقلي على أن بعثته بعض الخلق غير مستحيل ، فلم يبعد أن يقيم الله- عز وجل- الأدلة على صدق مخلوق أتى عنه بالشرع والملة ودلت القواطع على كذب المسيخ الدجال فيما يدعيه للتغير من حال إلى حال ، وغير ذلك من الأوصاف التي تليق بالمحدثات ، ويتعالى عنها رب البريات- سبحانه وتعالى-