قصة أخرى .
روى الشيخان من طريق ومن طريق سالم بن أبي الجعد الأعمش رضي الله عنهما قال : عطش الناس يوم جابر بن عبد الله الحديبية ، وكان الذي بين يديه ركوة يتوضأ منها وجهش الناس نحوه ، قال : «ما لكم ؟ » قالوا : ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا ماء نشربه إلا ما بين يديك ، فشربنا وتوضأنا ، قال فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون ، سالم : قلت كم كنتم ؟ قال : لو كنا مائة ألف لكفانا ، كنا خمس عشرة مائة لجابر : ، قال بعضهم : وحديث عن هذا مخالف لما رواه جابر البخاري قال : كنا يوم البراء بن عازب الحديبية أربع عشرة مائة ، والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة ماء فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 449 ] فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فمضمض وبخ في البئر ، فمكث غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وصررنا ركائبنا وجمع عن بينهما بأن ذلك في وقتين . ابن حبان
قال الحافظ : ويحتمل أن يكون الماء لما انفجر من بين أصابعه ويده في الركوة وتوضؤوا كلهم وشربوا أمر حينئذ بصب الماء الذي بقي في الركوة في البئر ، فتكاثر الماء فيها .
وفي صحيح عن البخاري عن عروة المسور بن مخرمة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ومروان بن الحكم الحديبية الطويل وشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش ، فانتزع سهما من كنانته ، وأمرهم أن يجعلوه فيه ، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه . فعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثمد قليل الماء يتربص الماء تربصا فلم يلبثه الناس حتى نزحوه ،
والجمع بينه وبين حديث بأن الأمرين وقعا معا . البراء
وقد روى من طريق الواقدي أوس بن خولي أنه صلى الله عليه وسلم توضأ في الدلو ، ثم أفرغه فيها وانتزع السهم ، فوضعه فيها هكذا ذكر أبو الأسود في روايته عن عروة أنه صلى الله عليه وسلم توضأ في الدلو ، وصبه في البئر ، ونزع سهما من كنانته ، فألقاه فيها ودعا ففارت ، زاد ابن سعد «حتى اغترفوا بآنيتهم جلوسا على شفير البئر» كذا في رواية الأسود عن عروة .
قال الحافظ : وهذه القصة غير حديث وكان ذلك قبل قصة البئر . جابر